الخميس، 5 أبريل 2018

عمر بن المختار بن عمر(3)

خطابات
====
في مرة من المرات هاجم الإيطاليون إحدى القرى التي كانت تدعم المجاهدين، فأرسل مشايخها إلى عمر المختار يحتجّون مطالبينه بالاستسلام أو الهجرة إلى مصر، فعقد اجتماعاً من قادة الجهاد بعده أمر خادمه بجلب المصحف وأقسم عليه:


إخواني وحق كتاب الله هذا النصر لنا لا ريب فيه، ولكني لا أستطيع إخبراكم على أنني سوف أحضره أم لا، الله هو الذي يعلم وأنا عمري ثمانون عاماً وهذا جرحي في رجلي من حرب الفرنسيّين، وأقسم لكم بالله على أنني لن أذهب إلى مصر ولا أتحرك من الجبل الأخضر حتى الموت أو النصر. وأشهد الله عليكم إنكم في حل من الذهاب إلى مصر أو تسليم أنفسكم للعدو أو الاستمرار معي في جهاد العدو.

في أحد الاجتماعات مع الإيطاليين قال أحد الرُسل أن يُغري عمر المختار براتب شهري ومنافعه تمنحها له إيطاليا وإقناعه أن جهاده ينافي مبادئ دينه الإسلام بقوله "إن شريعة الإسلام لا تسمح لكم بهذه الحرب التي لا طاقة لكم بها وإن نبيكم لا يسمح لكم بمقاومة الدولة التي لا تقدرون عل مقاومتها! وإن الحكومة تتعهد بأن تدفع لكم رواتب شهرية لكم ولأتباعكم، إن أنتم سلمتم سلاحكم ودخلتم تحت حكمها"، فقال:


أنا أعلم بديني وأعلم أنك ارتكبت من الشدة مع الأهالي الخاضعين لكم ما دلَّ على أنك لا تريد الخير لهذه البلاد ولا لحكومتك نفسها، واليوم تطلب منا تسليم السلاح وتهددنا بجيوش حكومتكم في مجلسٍ أنت دعوتنا إليه للتفاهم بما يحل هذه المشكلة بيننا وبينكم، فأما القوة التي لا تُلوّح لنا بها، فقد عرفنا آخر ما عندكم منها، وقد جابهناها على مدى ثمانية عشر سنة ولا زلنا بعون الله كما كنّا.

وتمت محاولة إغرائه أيضاً في مفاوضات سيدي أرحومة بالتاسع عشر من يونيو عام 1929، فقال الرسول الإيطالي: "لقد جئتُ للاتفاق معكم على ما يكفل راحة البلاد، وإنّني مسرور بهذا الاجتماع الذي عقدناه لإنهاء حالة الحرب التي منعت العمران الذي جئنا إلى هذه البلاد من أجله، ولولا هذه رأيت بلادك في حالة أخرى لم تخطر ببالك"، فقال عمر المختار:


صحيح إن البلاد كانت تكون في حالة أخرى لولا هذه الحروب، فلولاها لما رأيتَ فيها عربياً يمشي على وجه الأرض بل رأيت فيها الإيطاليّين وحدهم يعمرّونها ويحلون محلّ العرب في دورهم ومنازلهم وأراضيهم.

وعندما علم أن إيطاليا بدأت مفاوضات سدي أرحومة بغرض كسب الوقت نشر بياناً في الصحف المصرية بالعشرين من أكتوبر عام 1929 قال فيه:

ليعلم إذاً كل مجاهد أن غرض الحكومة الإيطالية هو بثّ الفتنة والدسائس بيننا لتمزيق شملنا وتفكيك اتحادنا ليتمّ لها الغلبة علينا واغتصاب كل حقٍّ مشروعٍ لنا كما حدث كثيراً من هذا خلال الهدنة، ولكن بحمد الله لم تُوفَّق إيطاليا إلى شيءٍ من ذلك.

وعندما اقترح عليه إدريس السنوسي الذهاب إلى مصر للراحة قال:


إنَّ مخاطرتكم بأنفسكم تذهب لا سمح الله بحياتكم وبذلك تكون خسارةً لا تُعوَّض، وبصفتكم القائد فإن التقاليد لا تسمح بذلك.

بعد أسره وأثناء الطريق اقترح عليه الجنرال الإيطالي داودياتشي أن يبرّئ نفسه من عحةن قصر المقدم وبعض العمليات الأخرى والتصريح بأنها تمّت دون أوامره، فقال:

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق