الاثنين، 11 يونيو 2018

الدولة العثمانية(103)

7- أورخان
ظهر أورخان بِمظهر الفاتح في حياة أبيه، وكان قد استولى على بورصة من غير سفكٍ لِلدماء وجعلها عاصمةً لِدولته لِحُسن موقعها، ونقل جُثمان والده إليها لِيُدفن فيها بناءً على وصيَّته التي كتبها قبل مماته: «يَا بُنَيَّ، عِندَمَا أَمُوتُ ضَعْنِي تَحْتَ تِلكَ القِبَّةِ الفِضِّيَةِ فِي بُورُصَة».
وهذا هو الرأي الراجح عند عامَّة المُؤرخين العُثمانيين، على أنَّ عاشق زاده باشا مُؤرِّخ ذلك العصر يُفيد بِأنَّ أورخان غازي أعطها لابنه مُراد كسنجق.
 وبِجميع الأحوال فإنَّ أورخان أمضى الفترة الأولى من عهده مُنشغلًا بِالفُتوحات في الأناضول. وقد اعتُبر خِلال فترة إمارته الأولى هذه تابعًا لِلدولة الإلخانيَّة المغوليَّة في فارس كباقي إمارت الأناضول التُركمانيَّة، واستمر في دفع الضريبة لِلإلخان المغولي المُقيم في تبريز.
على أنَّ إمارته كانت قد حازت قُوَّة وشُهرة في البلاط المغولي بِسبب هجماتها وغاراتها على الأراضي البيزنطيَّة. كما كان يُدينُ بِالولاء لِلخليفة العبَّاسي القائم على عرش الخِلافة الإسلاميَّة في القاهرة. 
أضحت كُلٌ من نيقوميدية ونيقية في بدايات عهد أورخان هدفًا في سياسته التوسُّعيَّة
  ثُمَّ استولى على شبه جزيرة بيثينيا الواقعة في أقصى الشمال
 وعلى قلعتيّ سمندرة وأبيدوس المُحصنتين، وكانتا تحرُسان الطريق العسكري بين القُسطنطينيَّة ونيقوميدية، ونزل في تراقيا، ثُمَّ راح يُعدُّ العدَّة لِمُهاجمة مدينة نيقية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق