الثلاثاء، 12 يونيو 2018

الدولة العثمانية(167)


حصار فيينا وقع سنة 935 للهجرة 1529 ميلادية في المرة الاولى وعام 1532 في المرة الثانية عندما أعد الخليفة سليمان القانوني جيشا إسلاميا بلغ زهاء 120 ألف مقاتل مدعمين بثلاثمئة مدفع لغزو النمسا وفتحها وجعلها ولاية عثمانية.
 مثل حصار فيينا أعظم دليل على قوة الدولة العثمانية وأقصى توسع لها في وسط أوروبا في أوج مجد الإمبراطورية تحت حكم السلطان سليمان القانونى. 
أيضا مثل هذا الحصار بداية مرحلة استمرت لمائة وخمسين عاما من الصراع بين الدولة العثمانية والإمبراطورية الرومانية المقدسة تخللتها العديد من الهجمات والمعارك والتى بلغت ذروتها في معركة فيينا سنة 1683 والتى بدأت الحرب التركية العظمى التى استمرت لخمسة عشر عاما
في سنة 932هـ وقعت معركة موهاج في المجر بين 60 ألف من مقاتلي الدولة العثمانية بقيادة الخليفة سليمان القانوني وبين 25000 من مقاتلي مملكة المجر تحت قيادة الملك لايوش الثاني وانتصر المسلمون انتصارا ساحقا في تلك المعركة التي دامت ساعتين وسقطت على إثرها المملكة التي كانت تشكل حصنالاوروبا المسيحية ورفعت أعلام العثمانين في العاصمة بودابست التي كانت تسمى بودا حينها وعين الخليفة الملك جان زابوليا ملكاً للمجر.
أرسل الملك زابوليا إلى الخليفة سليمان رسائل بأن أرشيدوق النمسا فرديناند يخطط لغزو المجر بعد اتفاقات عقدها سرا مع عدد من أمراء المجر يتولى بموجبها هو عرش المجر، قام فرديناند بمباشرة خطته واستولى على مقاطعة "بودين" وانتزعها من يد الملك جان زابوليا المعين من قبل العثمانيين، فهبت على الفور الجيوش العثمانية من القسطنطينية والتي بلغ تعدادها 100 ألف مقاتل بالتقدم نحو المجر لاستعادة بودين فتم لها ذلك وأعادوا زابوليا ملكا عليها وبعد المعركة فرّ الملك فرديناند إلى فيينا التي كانت تحرسها حامية تتكون من 20 ألف جندي
 أصر الخليفة على معاقبة فرديناند واتجه العثمانيون إلى فيينا وقاموا بتطويقها بـ 120 ألف جندي و300 مدفع لكنهم عجزوا عن فتحها
 بيد أنهم ألحقوا خسائر كبيرة بضواحيها والمزارع المحيطة
 طلب فرديناند من شقيقه الإمبراطور تشارلز المساعده لكنه لم يجب الإستغاثه وبعد 25 يوم انتهى الحصار وتوجهت بعض من قوات الجيش العثماني
 نحو ألمانيا ومهاجمة ملكها شارلكان بينما عاد معظم الجنود من أسوار فيينا بسبب قيام الصفويين بالاستيلاء على بغداد والسيطرة عليها فلزم الجيش العودة من فيينا لتحريرها.
وقعت معاهدة صلح واتفاق سلام بين الخصوم سنة 1553 بعد أن كان العثمانيون قد رفضوا التسوية من جانبهم في بادئ الأمر.
بسبب هذا الحصار قام أهل فيينا بخبز عجينة على شكل هلال الذي كان رمزاً للجيش العثماني
وكانوا يلتهمونها انتقاما لمدينتهم التي تعرضت لأذى العثمانيين
 أصبح اسم هذه العجينة حاليا كروسان
قام العثمانيون لاحقا، بعد أكثر من 150 عاما من الحصار
 بمحاولة ثانية لفتح المدينة عام 1683 لكنها باءت بالفشل لأنهم لم يحققوا الانتصار المرجو في معركة فيينا ولخيانة أحد حلفاء العثمانيين .
فشل العثمانيون في كلتا المرتين في فتح فيينا للعوامل التالية :
بُعد فيينا عن حاضرة الخلافة في اسطنبول وامتداد خطوط النقل وراء الجيش لمسافة طويلة .
رفض سليمان القانوني لطلبات صدره الاعظم إبراهيم باشا من إقامة مستودعات للطعام والسلاح بطول الطريق لإمدادات الجيش قبل الخروج للحملة خوفاً من سليمان من أن ينهبها النمساويون قبل خروج الجيش العثماني .
حلول فصل الشتاء اثناء الحصار وكانت الجنود العثمانية غير معتادة على القتال في مثل هذه الاجواء الصعبة .
سخط الجنود نتيجة طول فترة الحملة وبعدهم عن العاصمة ولانتشار الامراض بينهم .
قلق العثمانيين من احتمال وصول امدادات من قبل شارلكان شقيق فرديناند وعدم قدرتهم على مواجهة تلك القوات في ظل ظروفهم الصعبة .
التطورات التى حصلت في الشرق من قبل الصفويين لمهاجمتهم بغداد وقتلهم وإلى بدليس حيث أجبرت تلك التطورات سليمان القانوني على سحب القوات إلى العاصمة وإعادة تجهيزها لمواجهة اى غزو محتمل للأناضول من قبل الصفويين .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق