أورخان
======
لمَّا بلغ أورخان سُكود استُدعي على الفور إلى والده، فوجده في حالة النزاع، ولم يلبث أن أسلم الروح بعد أن أوصى بالمُلك من بعده لِأورخان، وهو ثاني أولاده، بعد أن رآه أفضل وأكثر تهيُئًا لِزعامة الإمارة وقيادة الدولة من أخيه الأكبر علاء الدين، الذي اتصف بالورع الديني وميله إلى العُزلة.
وقال ابن كمال أوَّل المُؤرخين العُثمانيين في تاريخه أنَّ أورخان أصبح أميرًا بقرار قادة جماعة الآخية الفتيان المُجاهدين والمُرابطين على الثُغور الإسلاميَّة في الأناضول، والذين كانوا يُكنُّون كامل الاحترام والوفاء لِوالده عُثمان.
ووفقًا لِلرأي السائد، وهو رأي المُؤرخين العُثمانيين الأوائل أمثال عاشق زاده باشا وأوروچ بك ونصري باشا والحكايات المسرودة المقبولة والشائعة، فإنَّ وُجهاء الإمارة اجتمعوا مع أولاد عُثمان غازي بعد وفاته، وفي هذا الاجتماع اقترح أورخان ولاية أخيه علاءُ الدين، ولكنَّ علاء الدين رفض هذا المُقترح، وأفاد أنَّهُ يرى أنَّ أخيه أورخان هو المُناسب لِهذا المنصب بسبب نجاحاته العسكريَّة، ووافقهُ في ذلك وُجهاء الإمارة، وهكذا أصبح أورخان أميرًا على بِلاد أبيه، وقد ناهز الأربعين من عُمره
واكتفى علاءُ الدين بِمنصب الوزارة وإدارة الشُؤون الداخليَّة، لِيكون بِهذا أوَّل صدرٍ أعظمٍ في التاريخ العُثماني
كان الاتفاق على تولية أورخان إمارة أبيه أحد أهم الانجازات التي حقَّقها العُثمانيُّون في تلك الفترة من تاريخهم، فقد تخطوا استحقاق وفاة زعيمهم الكبير من دون أن تتكبَّد الإمارة العتيدة أي خسارة لِوحدتها، ذلك أنَّ العُثمانيين لم يتبعوا التقليد التُركي والمغولي، كما فعلت الإمارات التُركمانيَّة المُحيطة بهم، القائم على اقتسام السُلطة وتوزيعها بين الإخوة.
وهكذا ورث أورخان دولةً ليست لها قوانين أو عملة أو حُدود واضحة، يُحيطُ بها جيران أقوى منها، فكان عليه أن يُقيم دولةً راسخة الأقدام، والتوسُّع على حساب جيرانه، وتحويل أتباعه إلى أُمَّة.
======
لمَّا بلغ أورخان سُكود استُدعي على الفور إلى والده، فوجده في حالة النزاع، ولم يلبث أن أسلم الروح بعد أن أوصى بالمُلك من بعده لِأورخان، وهو ثاني أولاده، بعد أن رآه أفضل وأكثر تهيُئًا لِزعامة الإمارة وقيادة الدولة من أخيه الأكبر علاء الدين، الذي اتصف بالورع الديني وميله إلى العُزلة.
وقال ابن كمال أوَّل المُؤرخين العُثمانيين في تاريخه أنَّ أورخان أصبح أميرًا بقرار قادة جماعة الآخية الفتيان المُجاهدين والمُرابطين على الثُغور الإسلاميَّة في الأناضول، والذين كانوا يُكنُّون كامل الاحترام والوفاء لِوالده عُثمان.
ووفقًا لِلرأي السائد، وهو رأي المُؤرخين العُثمانيين الأوائل أمثال عاشق زاده باشا وأوروچ بك ونصري باشا والحكايات المسرودة المقبولة والشائعة، فإنَّ وُجهاء الإمارة اجتمعوا مع أولاد عُثمان غازي بعد وفاته، وفي هذا الاجتماع اقترح أورخان ولاية أخيه علاءُ الدين، ولكنَّ علاء الدين رفض هذا المُقترح، وأفاد أنَّهُ يرى أنَّ أخيه أورخان هو المُناسب لِهذا المنصب بسبب نجاحاته العسكريَّة، ووافقهُ في ذلك وُجهاء الإمارة، وهكذا أصبح أورخان أميرًا على بِلاد أبيه، وقد ناهز الأربعين من عُمره
واكتفى علاءُ الدين بِمنصب الوزارة وإدارة الشُؤون الداخليَّة، لِيكون بِهذا أوَّل صدرٍ أعظمٍ في التاريخ العُثماني
كان الاتفاق على تولية أورخان إمارة أبيه أحد أهم الانجازات التي حقَّقها العُثمانيُّون في تلك الفترة من تاريخهم، فقد تخطوا استحقاق وفاة زعيمهم الكبير من دون أن تتكبَّد الإمارة العتيدة أي خسارة لِوحدتها، ذلك أنَّ العُثمانيين لم يتبعوا التقليد التُركي والمغولي، كما فعلت الإمارات التُركمانيَّة المُحيطة بهم، القائم على اقتسام السُلطة وتوزيعها بين الإخوة.
وهكذا ورث أورخان دولةً ليست لها قوانين أو عملة أو حُدود واضحة، يُحيطُ بها جيران أقوى منها، فكان عليه أن يُقيم دولةً راسخة الأقدام، والتوسُّع على حساب جيرانه، وتحويل أتباعه إلى أُمَّة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق