الثلاثاء، 12 يونيو 2018

الدولة العثمانية(166)

الحرب التركية العظمى أو حرب الحلف المقدس إلى مجموعة من الصراعات بين الدولة العثمانية والقوى الأوروبية المعاصرة لها، والتي انضمت في الحلف المقدس (1684)، في أواخر حقب القرن السابع عشر.
بعد ثورة بوهدان خملنيتسكي  عندما سيطرت روسيا القيصرية على أجزاء من أوكرانيا الشرقية من الكومنولث البولندي اللتواني، بقى بعض القوزاق في الجنوب الشرقي للكومنولث. 
وقد رغب قائدهم، بيترو دوروشينكو  في ربط ما بقي من أوكرانيا مع الإمبراطورية العثمانية، حيث أطلق شرارة ثورة ضد هيتمان (قائد الجيش البولندي) جون سوبيسكي الثالث 
وقام السلطان محمد الرابع، الذي أدرك أن الكومنولث البولندي اللتواني أصبح ضعيفًا بسبب الصراعات الداخلية، قام بمهاجمة كاميانتيس بوديلسكي  وهي مدينة كبيرة تقع على الحدود.
وقد قاومت القوة البولندية الصغيرة حصار كيمينتس على مدار أسبوعين، لكنها اضطرت للاستسلام.
 فقد كان الجيش البولندي صغيرًا للغاية بحيث لا يمكنه مقاومة الغزو العثماني، ولم يتمكن من تحقيق إلا أقل القليل من الانتصارات التكتيكية. وبعد ثلاثة أشهر، تم إجبار البولنديين على توقيع معاهدة بوتشاش
 والتي وافقوا فيها على تسليم كاميانتيس بوديلسكي وبودوليا ودفع الجزية للسلطان العثماني.
وعندما وصلت أخبار الهزيمة وشروط الاتفاقية إلى وارسو، رفض مجلس النواب دفع الجزية وقاموا بتجهيز جيش ضخم تحت قيادة جان سوبيسكي 
 وانتصر بعدها البولنديون في معركة خوتين  1673.
 وبعد وفاة الملك مايكل في عام 1673، تم انتخاب جان سوبيسكي ملكًا لبولندا، وحاول بعد ذلك التغلب على العثمانيين على مدار أربع سنوات، لكنه لم يحقق أي نجاح يذكر. وانتهت الحرب في السابع عشر من أكتوبر عام 1676 بتوقيع اتفاقية زوراونو 
 والتي استعاد الأتراك من خلالها السيطرة على كاميانتيس بوديلسكي.
 وقد أدى هذا الهجوم التركي كذلك في عام 1676 إلى بداية الحروب الروسية التركية.
بعد سنوات عديدة عم فيها السلام، هاجمت الإمبراطورية العثمانية إمبراطورية هابسبورج.
 وكان الأتراك على وشك إسقاط فيينا
إلا أن جون سوبيسكي الثالث قاد تحالفًا مسيحيا تمكن من هزيمة الأتراك في موقعة فيينا، هذه الهزيمة التي أوقفت التوسع العثماني في جنوب شرق أوروبا.
وتم تأسيس حلف مقدس جديد على يد البابا إنوسينت الحادي عشر 
واشتمل على الامبراطورية الرومانية المقدسة 
(التي كان يأتي على رأسها هابسبوج النمسا)
 واتحاد دولتي بولندا وليتوانيا والجمهورية الفينيسية في عام 1684
وانضمت إليهم روسيا في عام 1686. 
ولاقى السلطان في موقعة موهاج الثانية هزيمة ساحقة. 
وحقق الأتراك نجاحات رائعة على الجبهة البولندية وتمكنوا من استرداد بودوليا أثناء المعارك مع اتحاد دولتي بولندا وليتوانيا.
وقد كانت مشاركة روسيا هي أول مرة تنضم فيها تلك الدولة إلى تحالف يضم قوى أوروبية. 
وقد كان ذلك بمثابة البداية لسلسلة من الحروب الروسية التركية، التي استمرت حتى القرن العشرين.
 ونتيجة لحملات القرم وحملات آزوف، تمكنت روسيا من انتزاع الحصن العثماني الرئيسي آزوف.
وبعد معركة زينتا الحاسمة والمناوشات الأصغر التي وقعت في عام 1697 (مثل معركة بوهاجسي في عام 1698)
 تمكن الحلف من تحقيق الانتصار في عام 1699، وأجبر الامبراطورية العثمانية على توقيع معاهدة كارلوفجة.
 وتنازل العثمانيون عن معظم أراضي المجر وترانسلفانيا وسلافونيا لإمبراطورية هابسبورج في حين عادت بودوليا إلى بولندا. وتمت إعادة معظم دالاماتيا 
 إلى فينيس، بالإضافة إلى موريا 
 شبه جزيرة البيلوبونيز والتي أعاد العثمانيون احتلالها في عام 1715 ثم استعادوها من خلال معاهدة باساروفيتز  عام 1718.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق