الاثنين، 11 يونيو 2018

الدولة العثمانية(104)

1-معركة پيليكانون
يُعتبر عام 729هـ المُوافق لِعام 1329م من نقاط التحوُّل في التاريخ العُثماني، فقد استقر العُثمانيَّون في الفترة المُمتدة بين سنتي 1305م إلى 1329م في شرق آدابازاري وسبانجا وأضحوا على مقرُبةٍ من القُسطنطينيَّة، كما كانت نيقوميدية ونيقية قد حوصرتا من كُل الجهات ولم يبقَ مجالٌ إلَّا سُقوطهما في أيدي المُسلمين، وكانت نيقية تحديدًا مُستعدة لِلاستسلام بِسبب الجوع الذي ألمَّ بِأهلها وحاميتها بعد انقطاعها عن سائر بلاد الروم، لا سيَّما بعد فتح بورصة التي كانت بِمثابة الشريان الحيوي إليها. دفعت الحالة القائمة البيزنطيين إلى الاعتقاد بأنَّ الوضع أصبح مسألة حياةٍ أو موت، لا سيَّما أنَّ المُسلمين بعد استيلائهم على بُحيرة إزنيق بِالكامل، أخذوا يستعدون بِقيادة أورخان لِلقيام بِهُجومٍ حاسمٍ أخير لِفتح نيقية ونيقوميدية. وحدث في غُضون ذلك أن اعتلى الإمبراطور أندرونيقوس الثالث پاليولوگ العرش البيزنطي، فسعى لِإنقاذ نيقية وإيقاف التقدُّم العُثماني المُندفع تجاه عاصمة الروم، على أمل أن يُعيد الوضع على الحُدود الإسلاميَّة البيزنطيَّة إلى حالة الاستقرار والرُكود.
لِذلك قاد بِنفسه حملةً عسكريَّةً بلغ تعدادها 4,000 رجل وعبر بها مضيق البوسفور في 2 شعبان 729هـ المُوافق فيه 1 يونيو 1329م، وهبط في أُسكُدار وأتى إلى پيليكانون، وهدفه الظاهر العُبور إلى الطرف الأخر من مضيق نيقوميدية، وأن يهبط من وادي يالاق دار ويُنقذ نيقية. 
وما أن علم أورخان بذلك حتَّى سار مع حوالي 8,000 من جُنوده
 وسيطر على تلال پيليكانون قاطعًا بِذلك الطريق الاستراتيجيَّة التي كان على البيزنطيين استخدامها لِلوُصول إلى نيقوميدية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق