الاثنين، 11 يونيو 2018

الدولة العثمانية(117)

16-أورخان 
اعتزل أورخان العمل السياسي والخُروج مع الجُيُوش في أيَّامه الأخيرة، وأمضى ما تبقَّى من حياته في بورصة مُتضرعًا ومُتعبدًا لِله، وأوكل جميع الأُمور الإداريَّة في الدولة لابنه مُراد. وفي سنة 1356م، خُطف ابن أورخان وتُيُودورا الشاهزاده خليل على يد أحد القباطنة الجنويين الذي كان يعمل بِالقرصنة إلى جانب عمله بِالتجارة، فاقتادهُ إلى جزيرة «فوچة» في بحر إيجة، الخاضعة لِلجنويين. 
ثار غضبُ أورخان لمَّا علم بِهه الحادثة، فلجأ إلى صهره الإمبراطور يُوحنَّا الخامس لِمُساعدته على حل المُشكلة، واتفقا على أن يتوجَّه الأُسطول البيزنطي إلى الجزيرة، ويدفع فدية الأمير العُثماني التي بلغ قدرُها 100,000 هيپرپيرون
فتوجَّه الأُسطول حاملًا الفدية وعاد بِالأمير إلى بلاده.
 بعد ذلك بِفترة حصلت فاجعة في حياة أورخان، إذ بينما كان وليّ عهده سُليمان باشا يركب حصانه في أوائل سنة 760هـ المُوافق فيه أواخر سنة 1358م، زلَّت أرجُله على بعض الحجارة فسقط عنهُ سُليمان واصطدم رأسه عليها، فمات على الفور وعُمره 41 سنة
 وقيل أيضًا أنَّ وفاته جاءت نتيجة اصطدامه بِبعض الأشجار وهو على صهوة جواده، الذي ثار ولم يستمع لِتعليمات سيِّده. 
وكانت وفاة سُليمان سببًا في وقف التقدُّم العُثماني في أوروپَّا إلى حين، لِأنَّ سُليمان كان الأكثر قُدرةً، من بين أبناء أورخان على مُتابعة هذه المسيرة. 
وحزن أورخان حُزنًا شديدًا على وفاة ابنه، حتَّى قيل أن أجله اقترب أكثر من شدَّة حُزنه. 
وفي شهر جُمادى الأولى 761هـ المُوافق فيه شهر مارس 1360م، توفي أورخان وسنُّه 81 سنة ومُدَّة حُكمه 35 سنة
بعد أن أيَّد إمارته بِفُتُوحاته الجديدة وتنظيماته العديدة وترتيباته المُفيدة، ودُفن في مدينة بورصة في تُربة والده عُثمان، وإلى جانب ابنه سُليمان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق