13-أورخان
كان الإمبراطور البيزنطي القائم بِحُكم الأمر الواقع يُوحنَّا السادس قانتاقوزن قد استنجد سابقًا بِأمير آيدين آمور بك في حُروبه ضدَّ البلغار، فأرسل إليه الأخير جيشه وأُسطوله عدَّة مرَّات ودخل الروملِّي ثُمَّ عاد.
ولمَّا غزا الصرب أراضي الإمبراطوريَّة عاد وطلب منهُ المُساعدة مُجددًا، فأجابه آمور بك بِأنَّهُ مشغول في الحرب مع الكاثوليك اللاتين - أعداء البيزنط - في إزمير، ومن ثُمَّ فإنَّهُ سوف يتعذَّر عليه المجيء، وأوصاه بِطلب المعونة من أورخان بك بن عُثمان.
وفي نفس الوقت كان السُلطان أورخان يقفُ موقف المُتيقظ ممَّا كان يحدث في البلاط البيزنطي، ووضع نصب عينيه استراتيجيَّةً جديدةً في التعامل مع الروم تقتضي مُسايستهم بِدقَّة ومُساندتهم عسكريًا لو اضطُرَّ الأمر، وعدم البدء بالاعتداء أو الهُجوم. وأدرك بِفطنته وحنكته السياسيَّة أنَّ الروم سوف يطلبون العون من العُثمانيين عاجلًا أم آجلًا، بعد أن تكاثر عليهم الأعداء ونخرت سوسة الفساد والحُروب الأهليَّة بلادهم، وليس لهم من حليفٍ قويٍّ مُجاورٍ إلَّا العُثمانيين، وبناءً على رؤيته هذه قرَّر أورخان أن يكون إرساله لِلجُنود نحو الروملَّي لِمُساعدة البيزنطيين، هو بداية استحواذ العُثمانيين على أراضٍ في تلك البلاد وبداية استقرار المُسلمين فيها، وأن تكون تلك فاتحة الانطلاق نحو فتح بلادٍ أوروپيَّة غير مُسلمة.
وبِالفعل حصل ما توقَّعهُ أورخان، إذ أوعزت إليه الإمبراطورة حنَّة الساڤويَّة، والدة يُوحنَّا الخامس والوصيَّة عليه، أن يُرسل جيشًا لِمُساعدتها ضدَّ يُوحنَّا السادس قانتاقوزن، ما دفع هذا الأخير إلى استقطاب أورخان بِأن زوَّجه ابنته تُيُودورا مُقابل ستَّة آلاف جُندي يُقدمها له أورخان
وفي 21 شوَّال 747هـ المُوافق فيه 3 فبراير 1347م، دخل الجيش العُثماني ليلًا إلى القُسطنطينيَّة بناءً على دعوة الإمبراطور، الذي كان قد دعى أورخان لِلحُضُور كذلك لكنَّ الأخير لم يقبل الدعوة، بل أرسل ابنه سُليمان قائدًا عامًا بدلًا منه.
وتمكَّن الإمبراطور بِهذه القُوَّة العسكريَّة من الاستيلاء على المُدن الواقعة على شواطئ البحر الأسود باستثناء سوزوپوليس، واعتلاء العرش في سنة 748هـ المُوافقة لِسنة 1347م.
ويُعتبرُ العُبُور الثاني إلى الروملِّي ودُخول العُثمانيين إلى البلقان والقارَّة الأوروپيَّة أحد أهم الوقائع التاريخيَّة، فانطلاقًا من هذه النُقطة تغيَّر مجرى التاريخ الأوروپي ومصير الدُول الأوروپيَّة كذلك
كان الإمبراطور البيزنطي القائم بِحُكم الأمر الواقع يُوحنَّا السادس قانتاقوزن قد استنجد سابقًا بِأمير آيدين آمور بك في حُروبه ضدَّ البلغار، فأرسل إليه الأخير جيشه وأُسطوله عدَّة مرَّات ودخل الروملِّي ثُمَّ عاد.
ولمَّا غزا الصرب أراضي الإمبراطوريَّة عاد وطلب منهُ المُساعدة مُجددًا، فأجابه آمور بك بِأنَّهُ مشغول في الحرب مع الكاثوليك اللاتين - أعداء البيزنط - في إزمير، ومن ثُمَّ فإنَّهُ سوف يتعذَّر عليه المجيء، وأوصاه بِطلب المعونة من أورخان بك بن عُثمان.
وفي نفس الوقت كان السُلطان أورخان يقفُ موقف المُتيقظ ممَّا كان يحدث في البلاط البيزنطي، ووضع نصب عينيه استراتيجيَّةً جديدةً في التعامل مع الروم تقتضي مُسايستهم بِدقَّة ومُساندتهم عسكريًا لو اضطُرَّ الأمر، وعدم البدء بالاعتداء أو الهُجوم. وأدرك بِفطنته وحنكته السياسيَّة أنَّ الروم سوف يطلبون العون من العُثمانيين عاجلًا أم آجلًا، بعد أن تكاثر عليهم الأعداء ونخرت سوسة الفساد والحُروب الأهليَّة بلادهم، وليس لهم من حليفٍ قويٍّ مُجاورٍ إلَّا العُثمانيين، وبناءً على رؤيته هذه قرَّر أورخان أن يكون إرساله لِلجُنود نحو الروملَّي لِمُساعدة البيزنطيين، هو بداية استحواذ العُثمانيين على أراضٍ في تلك البلاد وبداية استقرار المُسلمين فيها، وأن تكون تلك فاتحة الانطلاق نحو فتح بلادٍ أوروپيَّة غير مُسلمة.
وبِالفعل حصل ما توقَّعهُ أورخان، إذ أوعزت إليه الإمبراطورة حنَّة الساڤويَّة، والدة يُوحنَّا الخامس والوصيَّة عليه، أن يُرسل جيشًا لِمُساعدتها ضدَّ يُوحنَّا السادس قانتاقوزن، ما دفع هذا الأخير إلى استقطاب أورخان بِأن زوَّجه ابنته تُيُودورا مُقابل ستَّة آلاف جُندي يُقدمها له أورخان
وفي 21 شوَّال 747هـ المُوافق فيه 3 فبراير 1347م، دخل الجيش العُثماني ليلًا إلى القُسطنطينيَّة بناءً على دعوة الإمبراطور، الذي كان قد دعى أورخان لِلحُضُور كذلك لكنَّ الأخير لم يقبل الدعوة، بل أرسل ابنه سُليمان قائدًا عامًا بدلًا منه.
وتمكَّن الإمبراطور بِهذه القُوَّة العسكريَّة من الاستيلاء على المُدن الواقعة على شواطئ البحر الأسود باستثناء سوزوپوليس، واعتلاء العرش في سنة 748هـ المُوافقة لِسنة 1347م.
ويُعتبرُ العُبُور الثاني إلى الروملِّي ودُخول العُثمانيين إلى البلقان والقارَّة الأوروپيَّة أحد أهم الوقائع التاريخيَّة، فانطلاقًا من هذه النُقطة تغيَّر مجرى التاريخ الأوروپي ومصير الدُول الأوروپيَّة كذلك
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق