الجمعة، 6 أبريل 2018

الدبابة (7)

في الفترة التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية، عرف العالم العديد من النزاعات العسكرية المسلحة، وفي ظل ما عرف بالحرب الباردة، وقعت عدة حروب إقليمية شكلت ميادين اختبار جيدة لقسم واسع من الأسلحة، لا سيما الدبابة، ابتداء بالحرب الكورية، مرورا بحرب فيتنام، والحرب السوفياتية – الأفغانية، وصولا لحروب الخليج المتتالية.
 كما شاركت الدبابات بكافة الحروب العربية – الإسرائيلية منذ العام 1948، ولربما كان مسرح الشرق الأوسط من أبرز ميادين اختبار الدبابة إن لم يكن أهمها على الإطلاق حتى وقتنا الحالي.
واصل السوفيات نهجهم السابق في المرحلة التي تلت نهاية الحرب العالمية، فصمموا دبابات على نسق الـ تي-34، فكانت الدبابتين تي-54 وتي-55 تطويرا آخر لتلك السالفة الذكر، حافظت على تصميم الهيكل المنخفض، وقدر عال من القدرات الحركية، كما اعتمدت دروعا مائلة، وسلحت بالمدفع الواسع الانتشار طراز "دي-10تي" من عيار 100 ملم وفاق ما أنتج منها 86 ألف دبابة، دخلت الخدمة لدى الجيش السوفياتي، وقوات دول حلف وارسو إلى جانب عدد كبير من الدول التي اعتمدت على مصادر الكتلة الشرقية. 
قابلها في الغرب دبابات السنتوريون البريطانية، و"إم-48" الأمريكية و"ليوبارد-1" الألمانية، بمدافع من عيار 105 ملم، إلا أنها كانت أثقل من مثيلاتها الشرقية. 
ثم استبدلت تلك الدبابات بجيل آخر تمثل بدبابات "تي-62" السوفياتية المسلحة بمدفع من عيار 115 ملم، ودبابة "إم-60 باتون" الأمريكية، وتشيفتين البريطانية، قبل الوصول لدبابات مثل تي-64، تي-72، "تي-80" في الشرق، وفي الغرب ظهرت دبابات مثل تشالنجر 1 البريطانية، "ليوبارد-2" الألمانية، "لوكلير" الفرنسية، و"إم-1 أبرامز" الأمريكية، وتراوحت أعيرة مدافع هذا الجيل ما بين 120 و 125 ملم، واكبتها أنظمة جديدة وإلكترونيات أكثر تطورا، كما بذلت الجهود لإعطاء الدبابات قدرات القتال الليلي، ووسائل تهديف مدعومة بالحواسيب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق