الجمعة، 6 أبريل 2018

الدبابة (9)

تطورت الدبابات كثيرا عما كانت عليه منذ نشوئها في مطلع القرن العشرين، ولكن عند المقارنة ما بين الدبابات على مر عقود القرن الماضي، نرى أن أوزانها، سماكة دروعها، وأحجام مدافعها، قد تزايدت بشكل كبير حتى نهاية الحرب العالمية الثانية، وعلى نقيض ذلك نجدها لم تتغير كثيرا من حيث هذه النواحي منذ مرحلة ما بعد الحرب وحتى وقتنا الراهن. 
لقد كان تطوير الدبابات المعاصرة نوعيا أكثر مما كان كميا. وبقيت عوامل ثلاثة رئيسية تحكم مستوى رقي الدبابة، ألا وهي القدرة النارية، القدرات الحركية، والحماية، وحيث أنه من الصعب بمكان، الوصول إلى كمال توفير هذه العناصر مجتمعة، فقد تواصلت عملية الموازنة ما بينها والتركيز على ما يناسب منها المذاهب العسكرية المعتمدة من قبل تلك الدول المصنعة للدبابات على اختلاف ظروفها واستراتيجياتها.
عنت القدرة النارية، تأمين كثافة نيران كافية للدبابة لمواجهة دروع العدو، ويتضمن ذلك القدرة على رصد وتعقب واستهداف العدو. أما الحماية فتشمل قدرة الدبابات على تجنب الكشف والرصد المعادي، والقابلية للصمود في وجه نيران الخصم لتجنب التدمير، بينما تنقسم الحركية إلى حركية تكتيكية، مثل قدرتها على عبور الأراضي الوعرة، واجتياز الموانع الرأسية والأفقية والمائية، وحركية إستراتيجية تتضمن قابلية الدروع للنقل بوسائل النقل البري والبحري والجوي نحو ساحات العمليات البعيدة.
لقد وجدت فئات متعددة من الدبابات عبر تاريخها، إنما تبقى الدبابات المعاصرة تنقسم إلى فئتين أساسيتين وهي دبابات القتال الرئيسية وفئة الدبابات الخفيفة. دبابات القتال الرئيسية تتراوح أوزانها ما بين 45 و 70 طناً، بينما الخفيفة فتقل أوزانها عن الـ 30 طناً، وتخصص لوحدات الاستطلاع المدرعة، وبرزت تصاميم كثيرة للدبابات، منها دبابات متعددة الأبراج والتي لم تدم لما بعد الحرب العالمية الثانية، وأخرى بلا أبراج. كما يجب التنويه بأن هنالك دوماً أنواع من الدبابات المتخصصة، كدبابات القيادة وهي دبابات تخصص لآمري الفصائل أو السرايا المدرعة، وتكون مجهزة بمعدات الاتصالات وأنظمة القيادة والسيطرة بشكل مناسب أكثر للقادة، وهناك الدبابات الكاسحة للألغام المجهزة بمداحل أو مجارف أمامية لفتح ممرات عبر حقول الألغام، كما توجد الدبابات الناصبة للجسور، والدبابات قاذفة اللهب وغيرها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق