وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
سيد عمره (27 عاما ) ، يعمل قهوجي على الرصيف ، جاء في حالة هياج شديد في صحبة البوليس ، ولم يدل بأي شكوى ... وقد قالت زوجته : " مخه طار يابيه ، نازل فينا ضرب وتكسير ... وبيقول أنا أسمي محمد ، وأنني مسيحية ما تحليليش ... لما أقوله أنت فلان ... يقول أنني ما بتعرفيش حاجة ... " وقد كان هياجه نوع خاص ، وكأنه يشير إلى شيء ما ، أو يدفع عن نفسه شرا ، وكان يتصف " بالخلف " الشديد ، فيفعل عكس ما يلقى عليه من أوامر على طول الخط ، كما كان أحيانا يكرر نفس الحركة – ولو أنها حركة هوجاء ، من الصعب تمييز مغزاها أثناء هياجه ...
وقد أدخل المستشفى وأعطي العلاج المكثف من الصدمات الكهربائية ، فتحسن هياجه نوعا ، ولكن اضطراب أفكاره وأهمها ضلالات تغير الشخص وتغير الكون ظلت كما هي
4 – الفصام الهذائي ( البارانوي ) :
تتضح فيه أعراض الهذاء المختلفة كالشعور بالاضطهاد أو العظمة ، والمريض في هذه الحالة تجده يشكو من ظلم البيئة ومن فيها . فهو تطارده أفكار وهمية بأن الآخرين يكيدون له ، ويسميهم الحاسدين ، والحاقدين والكارهين . وعندما تسأله كيف عرف ذلك ، يجيبك أنه عرفهم وعرف تربصهم به من حركاتهم ، ومن إشاراتهم ، ومن تلميحاتهم ! لذلك ترى المريض يصم أذنيه بيديه ، اتقاء هلوسات تداهمه كل حين ، ويبقى ذاهلا
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
جندي بوليس عمره 35 سنة . جاء عن طريق البوليس ، لا يشكو من شيء .. ، وقال مرافقه أنه يقول كلاما غريبا . ويستعلي على رؤسائه وينظر نظرات عظمة وتكبر ورفض المريض الكلام مدة طويلة ... ثم طلب مقابلة شخصية على انفراد ... ولما تم له ما أراد أخرج " نوتة " من جيبه ، مكونة من ثمانين صفحة ، بها دستور مرتب ... ونظام دولة متكامل ، وقد بدأها بأنه حاكم العالمين رسول الله ... وأنه قسم العالم إلى القطاع الجنوبي العربي ويحكمه جمال عبد الناصر ، ومركزه القاهرة ، والقطاع الشمالي العربي ويحكمه فاروق فؤاد ، ومركزه روما ... وكل القطاعين يأتمران بأمره مع المؤمنين وضد الكفار . ثم أصدر بعد ذلك قوانين ومذكرات تفسيرية متتالية وكان يوجهها " ... إلى المراقبة العامة الإسلامية بأنحاء العالم ... " ولم يختلف هذا النداء في كل قوانينه ... ووضع بعد ذلك قائمة بأسماء حكام العالم وأصدر أمره " .... إلى الجنود عامة " بأنه إذا شطبت على اسم من هذه الأسماء فإنه يشطب بأمري من الدنيا
وهكذا نرى أنه بالتسليم بالفكرة الأولى تتسلسل الأفكار مرتبة ، ولكنها ليست منطقية ، وبتتبع الدستور نجد أنه مشوش ومضطرب رغم تناسقه الظاهري .... وباختبار تفكيره ذاته وجد أنه غامض ومفكك وأن كلامه غير مرتبط كما أن عواطفه لم تتفق مع هذه الأفكار أو حتى مع ما يحكي من أفكار عادية
5 – الفصام الإنفعالي :
ويتميز بوجود مزيج من أعراض الفصام وأعراض الهوس أو الاكتئاب الصريحة والمستمرة إلى درجة ما ، بمعنى أنه لا يعني مجرد تذبذب العواطف بين فترات الهوس والاكتئاب ، وإنما وجود هذه الأعراض كجزء لا يتجزأ من زملة الأعراض .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
طالبة في السنة الأولى بإحدى كليات الجامعة ، عمرها 21 سنة ، تأخرت سنة واحدة في الثانوية العامة لسبب غير واضح ، جاءت تشكو من أنها " .... متضايقة ومش عايزة أروح الكلية ... لأن فيه حاجة حصلت في مخي ... زي ما يكون الأفكار اتلخبطت على بعضها ، زي ما يكون مخي ساح ... وأضل ... الواحدة يعني ... ماعدتش العيشة نافعة ..." وأجهشت في بكاء حاد ...
وكان من بين شكوى أمها أنها قبل أسابيع أخذت تنطوي على نفسها ، وتشتري كتبا غريبة عن التصوف والجنس في نفس الوقت ، وأنها خافت أن تصبح مثل أبنة عمتها ، فأحضرتها مبكرا بعد أن لاحظت أنها تضحك في المرآة ضحكة غريبة ...
وبالفحص تبين أن أعراض التفكير شديدة ، فكانت تخرج من موضوع إلى موضوع بعد صمت ذاهل أحيانا ... وكان شعورها بعدم الجدوى ، وأحيانا يهيء لها أفكار انتحارية حادة ..
وهكذا نجد الخليط بين الأعراض الفصامية والاكتئابية بشكل ظاهر وأن الاكتئاب مستمر وليس متذبذا رغم وجود الأعراض الفصامية الصريحة
6 – الفصام الحاد
وتكون أعراضه حادة وفجائية الظهور ، وقد يشفى منه المريض تماما ، ربما في غضون بضعة أسابيع ، أو قد ينتكس تكرارا . وغالبا ما يتقدم المرض إلى شكل كلاسيكي
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
طالب في السنة الثانية الثانوية ، عمره (16سنة ) ، وقد كان طالبا ممتازا ، لم تقل تقديراته عن ( 90%) في السنوات السابقة ، وقد كان أخوه مصابا بانفصام منذ سنوات ، كما أدخل ابن عمه مستشفى الأمراض العقلية ، وخرج بعد ثلاثة شهور ، ولم يكمل تعليمه ، وقد بدأ المريض منذ شهرين في الانزواء ، وسؤال أخيه عن أعراض مرضه السابق وما تبقى منها ، ثم أحس بعد هذا السؤال بالتغير التدريجي واحتمال أن يصاب بمثل هذه الأعراض ... كما أحس بعدم القدرة على الاستيعاب والخلط في الأفكار " أنا كنت أحس إن أفكاري ملخبطة ... أي كلام " .
وذات يوم – بعد هذا التدرج – حضر الامتحان ، فلم يكتب حرفا وترك الورقة خالية بدون مبرر ظاهر ، ولم يستطع أن يفسر ذلك فيما بعد ، وخاصة أنه كان مستعدا مثل كل عام ... ثم دخل بعد ذلك في حالة من الذهول ... وحضر للمستشفى وهو لا يستطيع أن يرد على الأسئلة ، وحين جاء ذكر رقم ما ( 7 ) قال هو : واحد وواحد وواحد وواحد ... ولم يتوقف ، وحين كان يترك وحده حتى دون رقيب ، كان يهمهم بكلمات غير مفهومة ، وأثناء النقاش كان يرد على إجابات أخرى ، أو يستمر في الإجابة السابقة دون أن يدرك أن سؤالا جديدا قد طرح عليه ، وكان يبتسم وحده بلا سبب ، وإذا ترك في حجرة مظلمة فإنه يظل فيها صامتا ساعات وساعات ...
وقد تبين في تاريخه أنه أصيب بعدة نوبات تجوال في العام السابق ، مما جعل الشك يدور حول احتمال كون هذه النوبة نوبة هستيرية ... إلا أن التفكير العياني الواضح والتفكك مع وجود شخصية شيزويدية سابقة ممتازة في التحصيل الدراسي ، ووجود تاريخ أسري إيجابي جدا للفصام ، جعلنا نرجح في النهاية أنها نوبة فصام حاد غير متميز ...
وقد أعطي جرعة كبيرة من عقاقير الفينوثيازين ثم جلسة كهربائية واحدة ، مع وجود علاقة عاطفية وثيقة ، حيث استطاع المعالج أن يشعره بالتقبل والحماية والحزم منذ البداية ، كل ذلك جعل النوبة تزول خلال أيام ... إلا أنه لم يرجع أبدا إلى مستواه التحصيلي كما كان من قبل ، ولا إلى تفاعله العاطفي لما قبل هذه النوبة "
7 – الفصام المزمن
حيث يمر المرض بعدة مراحل يتقدم فيها حتى يزمن إذا لم يعالج منذ البداية .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
سيد عمرة 25 سنة ، يعمل مخرجا في مسرح للعرائس ، جاء يشكو من أعراض متنوعة ، وكان ينتقل من شكوى إلى شكوى بسرعة وبساطة ، ثم يسكت دون سبب ظاهر ... وكان من شكواه بنص كلامه : " ياريت الناس تلبس نظارات عشان ما أشوف عينيهم . مش قادر أواجههم ... " ضحكتي صفراء ... تطفش الناس مني ... مش حاسس فيها ... " . أخطر حاجة ... إني ما باضحكش وما باعيطش ... " " منطوي على نفسي ما أحبش حد يقاطعني في الكلام " ثم يقول : " مش قادر أعرف شكلي .. يعني مش قادر أتعرف على نفسي " " الكلام بتاعي زي ما يكون فيه موجتين ، موجة بتكلم سيادتك ، وموجة في حته ثانية ... زي توأمين ... دفنت أخويا ومانزلتش دمعة من عيني " .
" أول ما ابتدأ المرض من ست شهور ، كنت باعيط ... والدي دخل هبدني قلم ... ومن يومها ماعدتش باعيط ثاني ، وبعدين الصفارة اللي في وداني ... أما أكون قاعد لوحدي عايز أشوف والدتي أقدر أشوفها وأعيش معاها دقيقة ... دقيقتين زي ما أنا عايز ، وبعدين الضحكة الصفراء اللي بحاول أجامل بيها الناس ، والمزاح اللي في ذهني .. ومش قادر أطلعه ... أجيب نهاية الكلام قبل بدايته ... أبص لصورتي ثلثميت مرة في المراية عشان أحفظها ... مش عارف أحفظ شكلي إيه
سيد عمره (27 عاما ) ، يعمل قهوجي على الرصيف ، جاء في حالة هياج شديد في صحبة البوليس ، ولم يدل بأي شكوى ... وقد قالت زوجته : " مخه طار يابيه ، نازل فينا ضرب وتكسير ... وبيقول أنا أسمي محمد ، وأنني مسيحية ما تحليليش ... لما أقوله أنت فلان ... يقول أنني ما بتعرفيش حاجة ... " وقد كان هياجه نوع خاص ، وكأنه يشير إلى شيء ما ، أو يدفع عن نفسه شرا ، وكان يتصف " بالخلف " الشديد ، فيفعل عكس ما يلقى عليه من أوامر على طول الخط ، كما كان أحيانا يكرر نفس الحركة – ولو أنها حركة هوجاء ، من الصعب تمييز مغزاها أثناء هياجه ...
وقد أدخل المستشفى وأعطي العلاج المكثف من الصدمات الكهربائية ، فتحسن هياجه نوعا ، ولكن اضطراب أفكاره وأهمها ضلالات تغير الشخص وتغير الكون ظلت كما هي
4 – الفصام الهذائي ( البارانوي ) :
تتضح فيه أعراض الهذاء المختلفة كالشعور بالاضطهاد أو العظمة ، والمريض في هذه الحالة تجده يشكو من ظلم البيئة ومن فيها . فهو تطارده أفكار وهمية بأن الآخرين يكيدون له ، ويسميهم الحاسدين ، والحاقدين والكارهين . وعندما تسأله كيف عرف ذلك ، يجيبك أنه عرفهم وعرف تربصهم به من حركاتهم ، ومن إشاراتهم ، ومن تلميحاتهم ! لذلك ترى المريض يصم أذنيه بيديه ، اتقاء هلوسات تداهمه كل حين ، ويبقى ذاهلا
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
جندي بوليس عمره 35 سنة . جاء عن طريق البوليس ، لا يشكو من شيء .. ، وقال مرافقه أنه يقول كلاما غريبا . ويستعلي على رؤسائه وينظر نظرات عظمة وتكبر ورفض المريض الكلام مدة طويلة ... ثم طلب مقابلة شخصية على انفراد ... ولما تم له ما أراد أخرج " نوتة " من جيبه ، مكونة من ثمانين صفحة ، بها دستور مرتب ... ونظام دولة متكامل ، وقد بدأها بأنه حاكم العالمين رسول الله ... وأنه قسم العالم إلى القطاع الجنوبي العربي ويحكمه جمال عبد الناصر ، ومركزه القاهرة ، والقطاع الشمالي العربي ويحكمه فاروق فؤاد ، ومركزه روما ... وكل القطاعين يأتمران بأمره مع المؤمنين وضد الكفار . ثم أصدر بعد ذلك قوانين ومذكرات تفسيرية متتالية وكان يوجهها " ... إلى المراقبة العامة الإسلامية بأنحاء العالم ... " ولم يختلف هذا النداء في كل قوانينه ... ووضع بعد ذلك قائمة بأسماء حكام العالم وأصدر أمره " .... إلى الجنود عامة " بأنه إذا شطبت على اسم من هذه الأسماء فإنه يشطب بأمري من الدنيا
وهكذا نرى أنه بالتسليم بالفكرة الأولى تتسلسل الأفكار مرتبة ، ولكنها ليست منطقية ، وبتتبع الدستور نجد أنه مشوش ومضطرب رغم تناسقه الظاهري .... وباختبار تفكيره ذاته وجد أنه غامض ومفكك وأن كلامه غير مرتبط كما أن عواطفه لم تتفق مع هذه الأفكار أو حتى مع ما يحكي من أفكار عادية
5 – الفصام الإنفعالي :
ويتميز بوجود مزيج من أعراض الفصام وأعراض الهوس أو الاكتئاب الصريحة والمستمرة إلى درجة ما ، بمعنى أنه لا يعني مجرد تذبذب العواطف بين فترات الهوس والاكتئاب ، وإنما وجود هذه الأعراض كجزء لا يتجزأ من زملة الأعراض .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
طالبة في السنة الأولى بإحدى كليات الجامعة ، عمرها 21 سنة ، تأخرت سنة واحدة في الثانوية العامة لسبب غير واضح ، جاءت تشكو من أنها " .... متضايقة ومش عايزة أروح الكلية ... لأن فيه حاجة حصلت في مخي ... زي ما يكون الأفكار اتلخبطت على بعضها ، زي ما يكون مخي ساح ... وأضل ... الواحدة يعني ... ماعدتش العيشة نافعة ..." وأجهشت في بكاء حاد ...
وكان من بين شكوى أمها أنها قبل أسابيع أخذت تنطوي على نفسها ، وتشتري كتبا غريبة عن التصوف والجنس في نفس الوقت ، وأنها خافت أن تصبح مثل أبنة عمتها ، فأحضرتها مبكرا بعد أن لاحظت أنها تضحك في المرآة ضحكة غريبة ...
وبالفحص تبين أن أعراض التفكير شديدة ، فكانت تخرج من موضوع إلى موضوع بعد صمت ذاهل أحيانا ... وكان شعورها بعدم الجدوى ، وأحيانا يهيء لها أفكار انتحارية حادة ..
وهكذا نجد الخليط بين الأعراض الفصامية والاكتئابية بشكل ظاهر وأن الاكتئاب مستمر وليس متذبذا رغم وجود الأعراض الفصامية الصريحة
6 – الفصام الحاد
وتكون أعراضه حادة وفجائية الظهور ، وقد يشفى منه المريض تماما ، ربما في غضون بضعة أسابيع ، أو قد ينتكس تكرارا . وغالبا ما يتقدم المرض إلى شكل كلاسيكي
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
طالب في السنة الثانية الثانوية ، عمره (16سنة ) ، وقد كان طالبا ممتازا ، لم تقل تقديراته عن ( 90%) في السنوات السابقة ، وقد كان أخوه مصابا بانفصام منذ سنوات ، كما أدخل ابن عمه مستشفى الأمراض العقلية ، وخرج بعد ثلاثة شهور ، ولم يكمل تعليمه ، وقد بدأ المريض منذ شهرين في الانزواء ، وسؤال أخيه عن أعراض مرضه السابق وما تبقى منها ، ثم أحس بعد هذا السؤال بالتغير التدريجي واحتمال أن يصاب بمثل هذه الأعراض ... كما أحس بعدم القدرة على الاستيعاب والخلط في الأفكار " أنا كنت أحس إن أفكاري ملخبطة ... أي كلام " .
وذات يوم – بعد هذا التدرج – حضر الامتحان ، فلم يكتب حرفا وترك الورقة خالية بدون مبرر ظاهر ، ولم يستطع أن يفسر ذلك فيما بعد ، وخاصة أنه كان مستعدا مثل كل عام ... ثم دخل بعد ذلك في حالة من الذهول ... وحضر للمستشفى وهو لا يستطيع أن يرد على الأسئلة ، وحين جاء ذكر رقم ما ( 7 ) قال هو : واحد وواحد وواحد وواحد ... ولم يتوقف ، وحين كان يترك وحده حتى دون رقيب ، كان يهمهم بكلمات غير مفهومة ، وأثناء النقاش كان يرد على إجابات أخرى ، أو يستمر في الإجابة السابقة دون أن يدرك أن سؤالا جديدا قد طرح عليه ، وكان يبتسم وحده بلا سبب ، وإذا ترك في حجرة مظلمة فإنه يظل فيها صامتا ساعات وساعات ...
وقد تبين في تاريخه أنه أصيب بعدة نوبات تجوال في العام السابق ، مما جعل الشك يدور حول احتمال كون هذه النوبة نوبة هستيرية ... إلا أن التفكير العياني الواضح والتفكك مع وجود شخصية شيزويدية سابقة ممتازة في التحصيل الدراسي ، ووجود تاريخ أسري إيجابي جدا للفصام ، جعلنا نرجح في النهاية أنها نوبة فصام حاد غير متميز ...
وقد أعطي جرعة كبيرة من عقاقير الفينوثيازين ثم جلسة كهربائية واحدة ، مع وجود علاقة عاطفية وثيقة ، حيث استطاع المعالج أن يشعره بالتقبل والحماية والحزم منذ البداية ، كل ذلك جعل النوبة تزول خلال أيام ... إلا أنه لم يرجع أبدا إلى مستواه التحصيلي كما كان من قبل ، ولا إلى تفاعله العاطفي لما قبل هذه النوبة "
7 – الفصام المزمن
حيث يمر المرض بعدة مراحل يتقدم فيها حتى يزمن إذا لم يعالج منذ البداية .
وفيما يلي حالة تدل على خصائص هذا النوع :
سيد عمرة 25 سنة ، يعمل مخرجا في مسرح للعرائس ، جاء يشكو من أعراض متنوعة ، وكان ينتقل من شكوى إلى شكوى بسرعة وبساطة ، ثم يسكت دون سبب ظاهر ... وكان من شكواه بنص كلامه : " ياريت الناس تلبس نظارات عشان ما أشوف عينيهم . مش قادر أواجههم ... " ضحكتي صفراء ... تطفش الناس مني ... مش حاسس فيها ... " . أخطر حاجة ... إني ما باضحكش وما باعيطش ... " " منطوي على نفسي ما أحبش حد يقاطعني في الكلام " ثم يقول : " مش قادر أعرف شكلي .. يعني مش قادر أتعرف على نفسي " " الكلام بتاعي زي ما يكون فيه موجتين ، موجة بتكلم سيادتك ، وموجة في حته ثانية ... زي توأمين ... دفنت أخويا ومانزلتش دمعة من عيني " .
" أول ما ابتدأ المرض من ست شهور ، كنت باعيط ... والدي دخل هبدني قلم ... ومن يومها ماعدتش باعيط ثاني ، وبعدين الصفارة اللي في وداني ... أما أكون قاعد لوحدي عايز أشوف والدتي أقدر أشوفها وأعيش معاها دقيقة ... دقيقتين زي ما أنا عايز ، وبعدين الضحكة الصفراء اللي بحاول أجامل بيها الناس ، والمزاح اللي في ذهني .. ومش قادر أطلعه ... أجيب نهاية الكلام قبل بدايته ... أبص لصورتي ثلثميت مرة في المراية عشان أحفظها ... مش عارف أحفظ شكلي إيه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق