ففي الهلاوس يسقط المريض رغباته ، ومخاوفه ، وعواطفه على العالم الخارجي ، فيرى أشباحا ، أو يسمع أصواتا تناديه . فمثلا قد تهيب به هذه الأصوات بأن يرمي أطفاله من النافذة .
وفي الهذاءات يعتقد المريض أن أحدا من الناس يكرهه ، ويضطهده ، في حين أن المريض هو الذي يكرهه ويضطهده . فمثلا قد اتهمت مريضة أن رجلا يحبها ، ويغازلها ، ويراسلها ، في حين أنها هي التي كانت تحبه وتغازله وتريد مراسلته .
كيف يعمل ميكانيزم الإسقاط ؟
تتفاعل العديد من حيل الدفاع بعضها مع البعض الآخر ، كالإنكار والكبت ، ثم التحويل ، ومن ثم بعد ذلك الإسقاط . فالفرد يدرك أن هناك بعض الصفات لا تتفق مع ذاته ، فيقوم بإنكارها ثم يحاول كبتها ، ثم يحولها إلى بعض الأفراد الذين يكرههم ، ومن ثم ينسب هذه الصفات غير المرغوب بها ، ويبدأ يتصور أن هذه الصفات هي فيهم وتنسب إليهم .
مثلا : إذا كان الفرد يكره الآخرين ، فيقوم هذا الشخص بعملية الإسقاط ، وذلك بتحويل كراهيته على الآخرين ، ويبدأ بتصور أن الآخرين هم الذين يكرهونه ، وبالتالي فمادام الآخرين يكرهونه فهو يكرههم ، بمعنى " أنا أكره فلانا بل هو الذي يكرهني ، فطالما هو يكرهني ، فأنا أكرهه .
ما هي أبسط صور الإسقاط ؟
أبسط صور الإسقاط هو الفرد الخائف الذي لا يجرؤ على إدراك الخوف في ذاته ، فيبدأ يسقط خوفه على المحيطين به ، ويقول لهم لماذا أنتم خائفون ؟ لماذا أنتم لونكم أصفر ؟ لماذا أنتم ترتجفون ؟
وفي الحقيقة لا أحد منهم خائف ، ولا أحد منهم لونه أصفر ، ولا أحد منهم يرتجف ... ولكن الذي يعاني الخوف هو نفسه .... ولأجل التخفيف من ذلك الخوف يتصوره بالآخرين ..
الفرق بين الإسقاط والإحتواء :
الإسقاط عكس الإحتواء تماما ، والاحتواء Introjection هو استدماج الموضوعات والأشكال والأشخاص( المكروهين أو المحبوبين ) في داخل الفرد ... بحيث تصبح جزءا من ذاته . كاستدماج الرضيع لحليب الأم ، بحيث يصبح جزءا منه ، وكامتصاص الفرد للموضوعات الموجودة في العالم الخارجي ، أو يبتلعها وتصبح جزءا من ذاته .... وطالما تم ابتلاعها ، فيستطيع أن يوجه اهتماماته ودوافعه إلى ذاته هو ، لأن تلك الموضوعات والأشكال والأشخاص أصبحت جزءا من ذاته ، وجزءا من عالمه الداخلي ، وهذا يساعد الفرد على أن ينفصل عن العالم الخارجي ، ويتمركز حول ذاته ، ويوجه إليها اهتماماته ، ويجد فيها إشباعاته . فيستعيض بهذه الحالة عن العالم الخارجي المحيط بحالة أشبه بالاكتفاء الذاتي .
ثانيا – الحيل الدفاعية الانسحابية :
معنى الانسحاب :
هو الابتعاد عن الموقف المتأزم الذي يحتمل أن يثير في نفس الفرد القلق المؤدي إلى الألم . وخاصة الإبتعاد عن الناس . كالزوج الذي يبتعد عن أسرته تجنبا للفشل ، والطالب الذي يبتعد عن مدرسته أو كليته تجنبا للفشل ... ولكن إن اضطرته الظروف للبقاء في هذا الموقف المتأزم فيتقوقع ويعيش بجوار الناس لا معهم ( كالزوجة التي تضطر للبقاء مع زوجها من أجل أطفالها ، وكالطالب الذي يجلس في الفصل شارد الذهن لا يكلم أحد ولا يتعاون مع أحد ) .
ومن أهم وظائف الإنسحاب هو تجاهل الصراع ، والهروب اللاشعوري الذي يهدف لاحترام الذات ، وعدم الاعتراف بالفشل الذي يعتبره الفرد مخجلا .
ومن أهم صور الانسحاب :
1 - الانسحاب النفسي :
كانخفاض مستوى الطموح واعتراف الفرد باستحالة الوصول لحل أزمته وحالة المريض الذي أيقن من دنو أجله .
2 – الانسحاب المادي ( الانطواء ) :
كعدم الرغبة في المشاركة الاجتماعية ، والانصراف إلى عالم خاص ليس فيه احتكاك مع العالم الخارجي إلا نادرا ، وهذه الصفة التي يتصف بها كثير من الأفراد الانطوائيين . وقد يهرب المتأزم من موقفه ويلتمس راحته في أحلام يقظته أو في الخمر ، أو في المخدرات ، أو في الإسراف في العمل ، أو في المذاكرة ليلا نهارا ليشتغل بها عن مواجهة مشاكله ، وهذا ما يعرف بالاحتماء بالعمل . هذا الشخص المحتمي بالعمل يكون علاجه أصعب من علاج الشخص العدواني ، لأنه يصعب إعادة تكيفه للمجتمع ، وذلك لعدم اكتسابه المهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل مع الناس .
وقد يحدث الانسحاب في صورة تقهقر من مرحلة من النضج إلى مرحلة سابقة ( نكوص ) ، أو قد يحدث الانسحاب بإنكار الصراع كلية وكأن شيئا لم يكن ، وذلك بإبطال مفعول الصراع ، أو محوه .
ومن الملاحظ أن جميع الأساليب الانسحابية يصاحب أغلبها حيلة التبرير ، التي تفسر كل التصرفات تفسيرا منطقيا ، يبدو لأول وهله بأنه معقول ، في حين أن التبرير تكملة لمحاولة الانسحاب . ويعتبر الانسحاب في الوقت المناسب ومع تقدير الموقف بطريقة سليمة من أفضل الحيل الدفاعية ، وخاصة إذا لم يبالغ فيه . وهذا عبر عنه المثل القديم : " الهرب نص الشطارة " . و " إن جار عليك جارك ، حول باب دارك " .
ولكن إن كان الانسحاب في غير موضعه ، وأصبح عادة عند الفرد ، فيفقده بصيرته ، وقد يؤدي به إلى المرض النفسي .
لذا يمكن القول أن مواجهة الواقع مهما كان مؤلما ، ومهما كانت الامكانيات الشخصية قليلة ، أفضل من اللجوء للانسحاب أو الهروب ، وهذا مصداق للمثل الآخر " ضرب الطوب ولا الهروب " .
أنواع الحيل الدفاعية الانسحابية :
ومن أهم أنواعها ما يلي :
1 – الانطواء Introvesion:
وفيه يكون الانسحاب ماديا ، فيعزف الفرد عن مشاركته للناس ، ويهرب منهم إلى نفسه ، ويقلل من الاختلاط بهم ، حتى لا يعرض نفسه للصراع ، ثم يأخذ في تبرير موقفه ، كالمثل القائل : " اللي يخرج من داره ينقل مقداره " ، وكالشخص الذي تحل به هزيمة مهنية ، فيغلق على نفسه باب حجرته ، ويرفض مقابلة إي شخص لمدة تطول أو تقصر .
وفي الانطواء المرضي وخاصة في الأطوار المتأخرة من مرض الفصام يلجأ المريض لاعتزال العالم ، وينصرف عن كسب عيشه ، وينطوي على نفسه ، ولا يحدث غيرها ، ولا يتصل بأي شخص مما حوله .
2 – أحلام اليقظة Day Dreams:
هي نوع من التفكير ، لا يتقيد بالواقع ، وهي قصص يرويها الفرد لنفسه بنفسه ، وفيها يستسلم لتخيلات يرى فيها نفسه ، وهو يحقق أماله ويشبع دوافعه . وخير تعبير عن هذه الحقيقة العلمية ، كالمثل الشعبي القائل : " الجعان بيحلم بسوق العيش " ، و" الفقير بيحلم بفوزه بجائزة مالية ويتخيل بأنه ذهب هنا وهناك ليشتري ما يلزمه " . والطالب الذي لم يوفق في إجابة معينة في الامتحان الشفوي ، قد يتخيل بحضور الإجابة ويجلس مع نفسه ، ويتصور أن الأستاذ يساله وهو يجيب الإجابة الصحيحة . والضعيف يحلم بالقوة ، والمظلوم يحلم بالبطش .
وقد تكون أحلام اليقظة لخفض التوتر ، أو لخفض القلق ، أو فرارا من الملل والضجر ... لكن هل هناك ضرر من هذه الأحلام ؟
بالطبع لا ضرر منها خاصة إن التجأ الفرد بمقدار ، لكن إن أصبح أسيرا لها ، فقد تؤدي به إلى أن يلتبس عليه الخيال بالواقع ، كمريض الفصام الذي يكثر منها ، فتجعله بعيدا عن الواقع المعاش .
3 – أحلام النوم :
وفي الهذاءات يعتقد المريض أن أحدا من الناس يكرهه ، ويضطهده ، في حين أن المريض هو الذي يكرهه ويضطهده . فمثلا قد اتهمت مريضة أن رجلا يحبها ، ويغازلها ، ويراسلها ، في حين أنها هي التي كانت تحبه وتغازله وتريد مراسلته .
كيف يعمل ميكانيزم الإسقاط ؟
تتفاعل العديد من حيل الدفاع بعضها مع البعض الآخر ، كالإنكار والكبت ، ثم التحويل ، ومن ثم بعد ذلك الإسقاط . فالفرد يدرك أن هناك بعض الصفات لا تتفق مع ذاته ، فيقوم بإنكارها ثم يحاول كبتها ، ثم يحولها إلى بعض الأفراد الذين يكرههم ، ومن ثم ينسب هذه الصفات غير المرغوب بها ، ويبدأ يتصور أن هذه الصفات هي فيهم وتنسب إليهم .
مثلا : إذا كان الفرد يكره الآخرين ، فيقوم هذا الشخص بعملية الإسقاط ، وذلك بتحويل كراهيته على الآخرين ، ويبدأ بتصور أن الآخرين هم الذين يكرهونه ، وبالتالي فمادام الآخرين يكرهونه فهو يكرههم ، بمعنى " أنا أكره فلانا بل هو الذي يكرهني ، فطالما هو يكرهني ، فأنا أكرهه .
ما هي أبسط صور الإسقاط ؟
أبسط صور الإسقاط هو الفرد الخائف الذي لا يجرؤ على إدراك الخوف في ذاته ، فيبدأ يسقط خوفه على المحيطين به ، ويقول لهم لماذا أنتم خائفون ؟ لماذا أنتم لونكم أصفر ؟ لماذا أنتم ترتجفون ؟
وفي الحقيقة لا أحد منهم خائف ، ولا أحد منهم لونه أصفر ، ولا أحد منهم يرتجف ... ولكن الذي يعاني الخوف هو نفسه .... ولأجل التخفيف من ذلك الخوف يتصوره بالآخرين ..
الفرق بين الإسقاط والإحتواء :
الإسقاط عكس الإحتواء تماما ، والاحتواء Introjection هو استدماج الموضوعات والأشكال والأشخاص( المكروهين أو المحبوبين ) في داخل الفرد ... بحيث تصبح جزءا من ذاته . كاستدماج الرضيع لحليب الأم ، بحيث يصبح جزءا منه ، وكامتصاص الفرد للموضوعات الموجودة في العالم الخارجي ، أو يبتلعها وتصبح جزءا من ذاته .... وطالما تم ابتلاعها ، فيستطيع أن يوجه اهتماماته ودوافعه إلى ذاته هو ، لأن تلك الموضوعات والأشكال والأشخاص أصبحت جزءا من ذاته ، وجزءا من عالمه الداخلي ، وهذا يساعد الفرد على أن ينفصل عن العالم الخارجي ، ويتمركز حول ذاته ، ويوجه إليها اهتماماته ، ويجد فيها إشباعاته . فيستعيض بهذه الحالة عن العالم الخارجي المحيط بحالة أشبه بالاكتفاء الذاتي .
ثانيا – الحيل الدفاعية الانسحابية :
معنى الانسحاب :
هو الابتعاد عن الموقف المتأزم الذي يحتمل أن يثير في نفس الفرد القلق المؤدي إلى الألم . وخاصة الإبتعاد عن الناس . كالزوج الذي يبتعد عن أسرته تجنبا للفشل ، والطالب الذي يبتعد عن مدرسته أو كليته تجنبا للفشل ... ولكن إن اضطرته الظروف للبقاء في هذا الموقف المتأزم فيتقوقع ويعيش بجوار الناس لا معهم ( كالزوجة التي تضطر للبقاء مع زوجها من أجل أطفالها ، وكالطالب الذي يجلس في الفصل شارد الذهن لا يكلم أحد ولا يتعاون مع أحد ) .
ومن أهم وظائف الإنسحاب هو تجاهل الصراع ، والهروب اللاشعوري الذي يهدف لاحترام الذات ، وعدم الاعتراف بالفشل الذي يعتبره الفرد مخجلا .
ومن أهم صور الانسحاب :
1 - الانسحاب النفسي :
كانخفاض مستوى الطموح واعتراف الفرد باستحالة الوصول لحل أزمته وحالة المريض الذي أيقن من دنو أجله .
2 – الانسحاب المادي ( الانطواء ) :
كعدم الرغبة في المشاركة الاجتماعية ، والانصراف إلى عالم خاص ليس فيه احتكاك مع العالم الخارجي إلا نادرا ، وهذه الصفة التي يتصف بها كثير من الأفراد الانطوائيين . وقد يهرب المتأزم من موقفه ويلتمس راحته في أحلام يقظته أو في الخمر ، أو في المخدرات ، أو في الإسراف في العمل ، أو في المذاكرة ليلا نهارا ليشتغل بها عن مواجهة مشاكله ، وهذا ما يعرف بالاحتماء بالعمل . هذا الشخص المحتمي بالعمل يكون علاجه أصعب من علاج الشخص العدواني ، لأنه يصعب إعادة تكيفه للمجتمع ، وذلك لعدم اكتسابه المهارات الاجتماعية اللازمة للتعامل مع الناس .
وقد يحدث الانسحاب في صورة تقهقر من مرحلة من النضج إلى مرحلة سابقة ( نكوص ) ، أو قد يحدث الانسحاب بإنكار الصراع كلية وكأن شيئا لم يكن ، وذلك بإبطال مفعول الصراع ، أو محوه .
ومن الملاحظ أن جميع الأساليب الانسحابية يصاحب أغلبها حيلة التبرير ، التي تفسر كل التصرفات تفسيرا منطقيا ، يبدو لأول وهله بأنه معقول ، في حين أن التبرير تكملة لمحاولة الانسحاب . ويعتبر الانسحاب في الوقت المناسب ومع تقدير الموقف بطريقة سليمة من أفضل الحيل الدفاعية ، وخاصة إذا لم يبالغ فيه . وهذا عبر عنه المثل القديم : " الهرب نص الشطارة " . و " إن جار عليك جارك ، حول باب دارك " .
ولكن إن كان الانسحاب في غير موضعه ، وأصبح عادة عند الفرد ، فيفقده بصيرته ، وقد يؤدي به إلى المرض النفسي .
لذا يمكن القول أن مواجهة الواقع مهما كان مؤلما ، ومهما كانت الامكانيات الشخصية قليلة ، أفضل من اللجوء للانسحاب أو الهروب ، وهذا مصداق للمثل الآخر " ضرب الطوب ولا الهروب " .
أنواع الحيل الدفاعية الانسحابية :
ومن أهم أنواعها ما يلي :
1 – الانطواء Introvesion:
وفيه يكون الانسحاب ماديا ، فيعزف الفرد عن مشاركته للناس ، ويهرب منهم إلى نفسه ، ويقلل من الاختلاط بهم ، حتى لا يعرض نفسه للصراع ، ثم يأخذ في تبرير موقفه ، كالمثل القائل : " اللي يخرج من داره ينقل مقداره " ، وكالشخص الذي تحل به هزيمة مهنية ، فيغلق على نفسه باب حجرته ، ويرفض مقابلة إي شخص لمدة تطول أو تقصر .
وفي الانطواء المرضي وخاصة في الأطوار المتأخرة من مرض الفصام يلجأ المريض لاعتزال العالم ، وينصرف عن كسب عيشه ، وينطوي على نفسه ، ولا يحدث غيرها ، ولا يتصل بأي شخص مما حوله .
2 – أحلام اليقظة Day Dreams:
هي نوع من التفكير ، لا يتقيد بالواقع ، وهي قصص يرويها الفرد لنفسه بنفسه ، وفيها يستسلم لتخيلات يرى فيها نفسه ، وهو يحقق أماله ويشبع دوافعه . وخير تعبير عن هذه الحقيقة العلمية ، كالمثل الشعبي القائل : " الجعان بيحلم بسوق العيش " ، و" الفقير بيحلم بفوزه بجائزة مالية ويتخيل بأنه ذهب هنا وهناك ليشتري ما يلزمه " . والطالب الذي لم يوفق في إجابة معينة في الامتحان الشفوي ، قد يتخيل بحضور الإجابة ويجلس مع نفسه ، ويتصور أن الأستاذ يساله وهو يجيب الإجابة الصحيحة . والضعيف يحلم بالقوة ، والمظلوم يحلم بالبطش .
وقد تكون أحلام اليقظة لخفض التوتر ، أو لخفض القلق ، أو فرارا من الملل والضجر ... لكن هل هناك ضرر من هذه الأحلام ؟
بالطبع لا ضرر منها خاصة إن التجأ الفرد بمقدار ، لكن إن أصبح أسيرا لها ، فقد تؤدي به إلى أن يلتبس عليه الخيال بالواقع ، كمريض الفصام الذي يكثر منها ، فتجعله بعيدا عن الواقع المعاش .
3 – أحلام النوم :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق