السبت، 19 مايو 2018

أعراض الأمراض النفسية والعقلية-3

وقد يكون للضلال " أوليا " يظهر لأول وهلة دون سابق إنذار ، وقد يكون تفسيرا لضلال آخر أو عرض آخر ، ويسمى هذا " ضلالا ثانويا " ، وقد تكون الضلالات مرتبة منسقة أو مشوشة غير منتظمة ، ومن أنواع الضلال ما يلي :
1 – ضلال الإشارة أو التلميح ( حيث يعتقد المريض أن الناس تضطهده وتدبر له المكائد ، ويقتنع بأن كل حركة تصدر ممن حوله أو النشرات الاخبارية أو الاعلانات السينمائية أو الاذاعات الموجهة إنما تصدر للإشارة والتلميح إلى تصرفاته ، مما يجعله إما في حالة احتكاك مستمر مع المجتمع أو انطواء وانعزال عن الناس ) .
2 – ضلال العظمة ( حيث يعتقد المريض أنه رجل عظيم ، زعيم ، أو نبي أو ... أو حتى الإله نفسه ) .
3 – ضلال الإثم واتهام الذات ( وفيه يعتقد المريض أنه مذنب وأنه يستاهل أقصى العقوبات ) .
4 – ضلال تغير الكون ( حيث يعتقد المريض أن الكون تغير عن ذي قبل ، وضلال " تغير الشخص " يعتقد فيه المريض أنه تغير تماما أو حتى أنه أصبح شخصا آخر ) .
5 – ضلال الأهمية أو المعرفة ( حيث يعتري المريض إقتناع كامل بأنه على معرفة واتصال بأهل المريخ أو القمر مثلا ، أو أنه على علم بكل ما يحدث في أعماق النفس البشرية دون دراسة أو دراية بأي علوم ، أو أنه له قدرة للكشف عن الغيب ... وهكذا ) .
5 – الضلال الحشوي الجسمي ( وهنا يعتقد المريض أنه مصاب بمرض حشوي أو جسمي دون وجود ذلك المرض فعلا ) .
6 – ضلال الانعدام ( وفيه يعتقد المريض بانعدام الكون أو الأشياء أو نفسه أو بعض أجزاء جسمه أو أحشائه ... أي أنه يعتقد أنها غير موجودة
7 – ضلال التأثير ( حيث يشعر المريض أنه تحت تأثير قوى داخلية أو خارجية ويصبح أسير هذه الأفكار التي تختلف حسب ثقافته – السحر مثلا - . )
4 – اضطراب الإدراك
الإدراك :
هو قدرة الفرد على إدراك البيئة عن طريق حواسه ، وتفسير معناها . ويضطرب الإدراك نتيجة وقوع الشخصية فريسة لأسباب ، تؤدي إلى سوء تفسير المثيرات الحسية ، نتيجة لوجود نقص أو عيب في أعضاء الحس ذاتها أو إلى نقص أو عيب في وظائفها (7) .
1 – الخداع :
هو إدراك حسي خاطئ ومشوه لشيء حقيقي موجود ، يدرك فيه المريض المؤثر الخارجي على غير حقيقته . فقد ينظر على حبل مثلا فيراه ثعبانا . وقد يرى المريض الناس من حوله بوجوه عابسة وتعابير غاضبة ، أو على العكس يراهم جميعا مرحين فرحين تعلو محياهم البشاشة .
2- الهلاوس :
ما هي إلا استجابات حسية واضحة ، أوادراكات حسية زائفة ، مصدرها التصور الخاطئ أو الخيال الواهم - أي دون وجود منبه - وتسمى حسب نوع الاستجابة ( فهناك الهلاوس السمعية ، الهلاوس البصرية ، الهلاوس الشمية ، الهلاوس اللمسية ، الهلاوس التذوقية ) ، أي تحدث في أي من الحواس الخمس ، وفي الإحساسات الحشوية كذلك فهناك هلوسة بصرية ، وسمعية ، وشمية ، وذوقية . ولمسية وحشوية ـ وقد تكون الهلوسات مبهمة كما قد تكون محددة المعالم لأشخاص أو أشياء واضحة كما قد تختلف من حيث الحجم فتكون أكبر أو أصغر من الحجم المعتاد أو قد تماثله ن هذا وقد تكون الهلاوس باردة أي لا يصحبها هياج ولا اضطراب عضوي وهذا النوع أخطر دلالة مما لو صحبه أحد هذه المظاهر .   
فالمريض الذي يكابد هلوسات سمعية ، نراه كثيرا ما يلجأ إلى حشو أذنيه بكرات من القطن ، زاعما أنه إنما يفعل ذلك لدرء الأصوات التي تدهم رأسه باستمرار ، وتجد المريض الذي يعاني من هلوسات شمية ، إما أن يمسك بأنفه بأصبعيه ، أو أنه يغطيه بمنديل بشكل مستمر
وكثيرا ما نرى أناسا يعانون هلوسات بصرية ، فنراهم وكأنهم زائغو الأبصار ، فهم ينظرون إلى لا مكان معين ، أو ترى الواحد منهم وكأنه مثبت بصره على مكان غير منظور ، أي يبصر شيء أمامه في حالة غيابه ، أو يرى أضواء باهرة وحيوانات تزحف اتجاهه . لذا نرى أن الهلاوس البصرية تثير الخوف والذعر في المريض أكثر من الهلاوس السمعية .
وكثير ما نرى أناس يعانون هلوسات شمية ، كأن يشم المريض روائح كريهة تنبعث من حوله أو من نفسه ، أو يعانون هلوسات لمسة ، كأن يعتقد المريض بأن المارة من الناس يلمسونه في أعضاء حساسة ، أو يعانون هلوسات تذوقية كأن يحس بطعوم مختلفة في الفم ، وعادة ما تصاحب هذه الهلاوس هلاوس شمية ، أو يعانون من هلوسات حركية كأن يحس بوجود عضو غير موجود في الجسم ، أو قد تغير في حجم وشكل بعض الأعضاء وخصوصا الأعضاء التناسلية ، وغالبا ما تظهر هذه الهلاوس بعد بتر الساق أو الذراع ، فنجد المريض يداوم للاحساس بوجود العضو المبتور ، بل ويشكو من آلام شديدة في هذا العضو المفقود
5- اضطراب العاطفة
يتخذ اضطراب العاطفة في المسنين شكل الاكتئاب على الأغلب ، وتكون العوامل المرسبة له في العادة هي التقاعد ، والإحالة إلى المعاش ، والوحدة ، والاضطرابات العضوية .. .. ويصاحب الاكتئاب قلق ، وعدم استقرار ، وربما ضلالات انعدامية ، وضلالات اتهام للذات ، والشعور بالذنب ، وضلالات حشوية
وتضطرب العاطفة من حيث النوع في أحد الصور التالية :
1- التباين : وهو عدم توافق العاطفة مع التفكير فيسير كل في واد .
2- السيولة : وهنا تكون العاطفة غير ثابتة ، فتتغير من النقيض إلى النقيض في زمن قصير .
3- التناقض : وهنا يوجد الشعور ونقيضه في نفس الوقت دون أن يستطيع المريض التخلص من أيهما : كأن يحب الطفل والده ويكرهه في نفس الوقت .
وقد يكون الاضطراب كميا ، ومن صوره :
1- فقدان الشعور : حيث يفقد المريض القدرة على الإحساس بالعاطفة وعلى التعبير عنها .
2- اللامبالاة : وهنا يفقد المريض القدرة على التعبير عن العاطفة دون الإحساس بها ، فالمريض لا يبالي بالمشاعر ولا بالمواقف الانفعالية ولا بالتعبير الانفعالي . ويشاهد في الاكتئاب .
3- التعبير الأجوف : وهنا يعبر المريض عن عاطفة بذاتها دون إحساس بها .
4- الاكتئاب : وهو الشعور بالحزن لدرجة تفوق الشعور العادي بذلك ، فيفقد لذة الحياة ، ويرى أنها لا معنى لها ولا هدف له فيها ، فيفقد اهتمامه بعمله ويشعر بتفاهته ، ويصاحب الاكتئاب عادة التدهور الحركي والصداع وفقد الشهية ونقص الوزن والإمساك والأرق ، ويصاحبه أيضا التردد والبطء في الكلام ، وقد يؤدي إلى الانتحار .
5- المرح  : وهو الشعور بالفرح والانشراح الزائدين دون مبرر وقد يصاحب ذلك شعور بالاعتزاز ويسمى ذلك " زهوا " ، ويشاهد في الهوس وفي الفصام الهذائي وفي الشلل الجنوني العام.
6- القلق المرضي : وهو القلق الزائد عن الحد الذي يزعج صاحب ويعوقه عن الإنتاج . ويصاحب القلق أعراض نفسية جسمية مثل العرق المفرط وصعوبة التنفس والاضطرابات المعوية وسرعة نبضات القلب . ويصاحبه أيضا التوتر وتغير الصوت واللازمات الحركية والأرق والأحلام المزعجة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق