وفيه يتم عملية انفصال بين الأجزاء المتصارعة ، بهدف حل الصراع مؤقتا ، أو التخفيف من حدته على الأقل ، أو اختفاء التوتر المصاحب للصراع ، فأحيانا يحدث التفكيك في الأحوال السوية ، كالمشي أثناء النوم ، حيث ينفصل الجهاز الحركي عن بقية مقومات النفس والجسم ، وأحيانا أخرى قد يحدث التفكيك في الأحوال المرضية ، كحالات الهستيريا أو ازدواج الشخصية .
8 – التبرير Rationalization :
وفيه يقوم الفرد لتقديم أسباب غير حقيقية لسلوكه ، أو ميوله ، أو دوافعه ، فلا يلق قبولا من المجتمع أو الغير أو من الأنا الأعلى ، ولكن تجد قبولا من الشخص نفسه . كالتلميذ الذي رسب في مادة ما ، فيقوم بتقديم أسباب غير حقيقية ( كوجود خلاف بينه وبين المدرس ) ، فلا يلق قبولا من والديه ، ولكن هو نفسه مقتنع بذلك التبرير ...
ومن فوائد التبرير ما يلي :
أ – تحفظ للفرد ثقته بنفسه .
ب – تحفظ للفرد تقديره لكفايته .
ج – ترفع قيمة الفرد في نظر نفسه .
فالحبيب يبرر كافة سلوك المحبوب ، بحيث يصبح مقبول حتى وإن كان مرفوض ، والعدو يفسر كل شيء من جانب عدوه على أنه خطأ وضار وعدائي مهما كان صوابا .
والفرق بين عملية التبرير وعمليتي التمويه أو الخداع هو أن الفرد في عمليتي التمويه أو الخداع يلجأ على المستوى الشعوري ، ليقنع غيره بعذر ملفق يبرر به سلوكه ، كالشخص الذي يعطي أو يقدم موعد لزميله دون نية الوفاء بوعده ، وبعد انقضاء الموعد وعدم الوفاء به ، يبرر ذلك لزميله بأنه قد ألم به مرض مفاجئ أقعده عن الوفاء بوعده ، مع علمه ووعيه تماما بأنه عذر ملفق ، يبديه ليتفادى به الحرج في مواجهة هذا الزميل ، كالمثل الشعبي القائل : " اعمل أي شيء تقرره .... تجد مثلا يبرره " .
ومن أهم صور التبرير :
أ – صورة العنب الحصرم :
حيث يقوم الفرد باستخدامه لتعطيه الشعور بالنقص بالخبرة ، أو العجز في القدرات ، كالمثل الشعبي القائل : " اللي ما بتعرف ترقص .... بتقول الأرض عوجه " . وكما قال الشاعر :
العنب ده طعمه مر قال كده الثعلب في مرة
والدليل على أنه مر أنه جوه وأنا بره
ب – صورة الليمون الحلو :
ويقوم الفرد باستخدامه ليقر بقبوله المر ، والرضا به ، وأنه خير الأمور ، وأنه لا مفر منه ، وذلك دون أن يبذل الفرد جهدا لتغيير الحال ... وباستخدامه يخفف الفرد من شعوره بالعجز والاستسلام ، أو أنه غير عاجز ، أو كسول .
إن التبرير كميكانيزم دفاعي يلجأ إليه الفرد في موقف الضعف أو الحرج ، لأنه لا يريد أن يظهر أمام الآخرين بهذا المنظر ، فيلجأ للتحايل على الذات لإيجاد مصوغات منطقية تقبلها الأنا .... بمعنى أن الفرد يستخدم منطق عقلي ، لإيجاد أسباب تبدو منطقية أو مقبولة اجتماعيا ، لتبرير الموقف أو الحدث
ثالثا – الحيل الإبدالية :
أ – إذا كان هدفها إبدال هدف مكان هدف ، أو إبدال شعور ، مكان شعور ، أو إبدال انفعال مكان انفعال ، هذا هو " إزاحة أو نقل " .
ب – وإذا كان هدفها إبدال هدف بعكسه ، هذا هو " التكوين العكسي " .
ج – وإذا كان هدفها إبدال الكل مكان الجزء ، هذا هو " التعميم " .
د – وإذا كان هدفها إبدال عام ، مكان حاجة دنيا هذا هو " الإعلاء أو التسامي ".
هـ - وإذا كان هدفها إبدال الغير مكان الذات ، هذا هو " التقمص أو التوحد " .
و - وإذا كان هدفها إبدال الغير بتقدير بالغ وأصبح مثلا أعلى يحتذى به سمي ذلك " تقديسا " .
ز – وإذا تم إبدال نشاط معين مكان نقص ، لمحاولة تعويض النقص ، سمي ذلك " تعويضا "
وفيما يلي تفصيل الحديث عن هذه الحيل الإبدالية :
أ – الإزاحة Displacement أو النقل :
حيلة دفاعية ، يتم فيها رغبة مرتبطة بموضوع معين إلى موضوع آخر ، على مستوى شعوري أحيانا ، وأحيانا أخرى على مستوى لاشعوري ، كنقل رغبة من طعام معين غير موجود إلى طعام آخر موجود ، وكنقل العدوان من الزوج لأول شخص يقابله ، دون أن يكون مستحقا لهذا العدوان . كالمثل الشعبي القائل : " ما قدرش على الحمار إشاطر على البردعة " .
وسبب استخدام الفرد لهذه الحيلة هو أن الشخص المحبط والذي لا يستطيع التعبير عن ذاته ، يقوم بتخريب الأدوات والممتلكات كأنها هي المصدر للتوتر والعنف ، أي يقوم بنقل التوتر الداخلي من المصدر الأساسي إلى مصدر آخر بديل .
ب - التكوين العكسي Reaction Formation :
ونقصد به دافع غير مرغوب فيه ، من لاشعور الفرد ، بحيث يتغير إلى الضد في شعور الفرد ، أي يكون شعور الفرد مضادا لما هو موجود في لاشعوره ، أي يكون الفرد غير شاعرا بالدافع ، ولا يفطن لوجوده ، لأنها دوافع محظورة مكبوتة بل ينكرها . كالطفل ذو أربع سنوات يغرق أخيه الرضيع بالقبلات ( هذا على الجانب الشعوري ) ، وفجأة تظهر حقيقة مشاعره بالقرص أو العض ( وهذا على الجانب اللاشعوري ) ، فلا نسمع إلى صراخ الرضيع ... كما يقال أن الحنو البالغ يخفي وراءه دافع عدواني ، كما اتضح في المثل العامي الشائع في حنو القط على الفأر ، حينما وقع من السقف ، قال القط : " اسم الله عليك .... قال الفأر له : ابعد عني ، وخلي العفاريت تركبني .
ويلجأ الفرد لاستخدامه لأن الرغبات والميول والدوافع التي يستخدمها التكوين العكسي ، ما هي إلى رغبات وميول ودوافع منبوذة اجتماعيا ، ويقاومها الضمير ، فيضطر الأنا إلى عكسها ، إرضاءا للمجتمع ، وتمشيا مع قيم الضمير والأنا الأعلى .
ولكن هل هناك فرق بين سلوك الكرم الحقيقي والتكوين العكسي ؟
فسلوك الحكرم هو سلوك متناسب طبيعي لا يتسم بالمبالغة ، بمعنى أنه سمة عامة لصاحبه ، فلا يبدو صاحبه متناقض ، لا نراه مرة كريم وأخرى بخيل.
وهل هناك فرق بين الكبت والتكوين العكسي ؟
في " الكبت " يتم استبعاد الرغبة من الشعور إلى اللاشعور ، ومنعها من الخروج . في حين أن في " التكوين العكسي " يتم استبعاد الرغبة واستبدالها بأخرى ( عكسها ) ... فالفرد لا يكتفي باستبعاد الرغبات العدوانية تجاه الآخرين فقط ، وإنما يتبنى اتجاه التسامح والصفح الشديد حتى عمن يسيئون إليه .
ج – التعميم Generalization :
هي حيلة دفاعية ، يعمم بها الفرد خبرته ، من تجربة معينة على سائر التجارب المشابهة ، أو القريبة منها ، كالمثل الشعبي القائل : " اللي انقرص من الحية ، يخاف من ذيلها ، أو اللي انقرص من التعبان يخاف من الحبل " .
د – الإعلاء أو التسامي Sublimation :
8 – التبرير Rationalization :
وفيه يقوم الفرد لتقديم أسباب غير حقيقية لسلوكه ، أو ميوله ، أو دوافعه ، فلا يلق قبولا من المجتمع أو الغير أو من الأنا الأعلى ، ولكن تجد قبولا من الشخص نفسه . كالتلميذ الذي رسب في مادة ما ، فيقوم بتقديم أسباب غير حقيقية ( كوجود خلاف بينه وبين المدرس ) ، فلا يلق قبولا من والديه ، ولكن هو نفسه مقتنع بذلك التبرير ...
ومن فوائد التبرير ما يلي :
أ – تحفظ للفرد ثقته بنفسه .
ب – تحفظ للفرد تقديره لكفايته .
ج – ترفع قيمة الفرد في نظر نفسه .
فالحبيب يبرر كافة سلوك المحبوب ، بحيث يصبح مقبول حتى وإن كان مرفوض ، والعدو يفسر كل شيء من جانب عدوه على أنه خطأ وضار وعدائي مهما كان صوابا .
والفرق بين عملية التبرير وعمليتي التمويه أو الخداع هو أن الفرد في عمليتي التمويه أو الخداع يلجأ على المستوى الشعوري ، ليقنع غيره بعذر ملفق يبرر به سلوكه ، كالشخص الذي يعطي أو يقدم موعد لزميله دون نية الوفاء بوعده ، وبعد انقضاء الموعد وعدم الوفاء به ، يبرر ذلك لزميله بأنه قد ألم به مرض مفاجئ أقعده عن الوفاء بوعده ، مع علمه ووعيه تماما بأنه عذر ملفق ، يبديه ليتفادى به الحرج في مواجهة هذا الزميل ، كالمثل الشعبي القائل : " اعمل أي شيء تقرره .... تجد مثلا يبرره " .
ومن أهم صور التبرير :
أ – صورة العنب الحصرم :
حيث يقوم الفرد باستخدامه لتعطيه الشعور بالنقص بالخبرة ، أو العجز في القدرات ، كالمثل الشعبي القائل : " اللي ما بتعرف ترقص .... بتقول الأرض عوجه " . وكما قال الشاعر :
العنب ده طعمه مر قال كده الثعلب في مرة
والدليل على أنه مر أنه جوه وأنا بره
ب – صورة الليمون الحلو :
ويقوم الفرد باستخدامه ليقر بقبوله المر ، والرضا به ، وأنه خير الأمور ، وأنه لا مفر منه ، وذلك دون أن يبذل الفرد جهدا لتغيير الحال ... وباستخدامه يخفف الفرد من شعوره بالعجز والاستسلام ، أو أنه غير عاجز ، أو كسول .
إن التبرير كميكانيزم دفاعي يلجأ إليه الفرد في موقف الضعف أو الحرج ، لأنه لا يريد أن يظهر أمام الآخرين بهذا المنظر ، فيلجأ للتحايل على الذات لإيجاد مصوغات منطقية تقبلها الأنا .... بمعنى أن الفرد يستخدم منطق عقلي ، لإيجاد أسباب تبدو منطقية أو مقبولة اجتماعيا ، لتبرير الموقف أو الحدث
ثالثا – الحيل الإبدالية :
أ – إذا كان هدفها إبدال هدف مكان هدف ، أو إبدال شعور ، مكان شعور ، أو إبدال انفعال مكان انفعال ، هذا هو " إزاحة أو نقل " .
ب – وإذا كان هدفها إبدال هدف بعكسه ، هذا هو " التكوين العكسي " .
ج – وإذا كان هدفها إبدال الكل مكان الجزء ، هذا هو " التعميم " .
د – وإذا كان هدفها إبدال عام ، مكان حاجة دنيا هذا هو " الإعلاء أو التسامي ".
هـ - وإذا كان هدفها إبدال الغير مكان الذات ، هذا هو " التقمص أو التوحد " .
و - وإذا كان هدفها إبدال الغير بتقدير بالغ وأصبح مثلا أعلى يحتذى به سمي ذلك " تقديسا " .
ز – وإذا تم إبدال نشاط معين مكان نقص ، لمحاولة تعويض النقص ، سمي ذلك " تعويضا "
وفيما يلي تفصيل الحديث عن هذه الحيل الإبدالية :
أ – الإزاحة Displacement أو النقل :
حيلة دفاعية ، يتم فيها رغبة مرتبطة بموضوع معين إلى موضوع آخر ، على مستوى شعوري أحيانا ، وأحيانا أخرى على مستوى لاشعوري ، كنقل رغبة من طعام معين غير موجود إلى طعام آخر موجود ، وكنقل العدوان من الزوج لأول شخص يقابله ، دون أن يكون مستحقا لهذا العدوان . كالمثل الشعبي القائل : " ما قدرش على الحمار إشاطر على البردعة " .
وسبب استخدام الفرد لهذه الحيلة هو أن الشخص المحبط والذي لا يستطيع التعبير عن ذاته ، يقوم بتخريب الأدوات والممتلكات كأنها هي المصدر للتوتر والعنف ، أي يقوم بنقل التوتر الداخلي من المصدر الأساسي إلى مصدر آخر بديل .
ب - التكوين العكسي Reaction Formation :
ونقصد به دافع غير مرغوب فيه ، من لاشعور الفرد ، بحيث يتغير إلى الضد في شعور الفرد ، أي يكون شعور الفرد مضادا لما هو موجود في لاشعوره ، أي يكون الفرد غير شاعرا بالدافع ، ولا يفطن لوجوده ، لأنها دوافع محظورة مكبوتة بل ينكرها . كالطفل ذو أربع سنوات يغرق أخيه الرضيع بالقبلات ( هذا على الجانب الشعوري ) ، وفجأة تظهر حقيقة مشاعره بالقرص أو العض ( وهذا على الجانب اللاشعوري ) ، فلا نسمع إلى صراخ الرضيع ... كما يقال أن الحنو البالغ يخفي وراءه دافع عدواني ، كما اتضح في المثل العامي الشائع في حنو القط على الفأر ، حينما وقع من السقف ، قال القط : " اسم الله عليك .... قال الفأر له : ابعد عني ، وخلي العفاريت تركبني .
ويلجأ الفرد لاستخدامه لأن الرغبات والميول والدوافع التي يستخدمها التكوين العكسي ، ما هي إلى رغبات وميول ودوافع منبوذة اجتماعيا ، ويقاومها الضمير ، فيضطر الأنا إلى عكسها ، إرضاءا للمجتمع ، وتمشيا مع قيم الضمير والأنا الأعلى .
ولكن هل هناك فرق بين سلوك الكرم الحقيقي والتكوين العكسي ؟
فسلوك الحكرم هو سلوك متناسب طبيعي لا يتسم بالمبالغة ، بمعنى أنه سمة عامة لصاحبه ، فلا يبدو صاحبه متناقض ، لا نراه مرة كريم وأخرى بخيل.
وهل هناك فرق بين الكبت والتكوين العكسي ؟
في " الكبت " يتم استبعاد الرغبة من الشعور إلى اللاشعور ، ومنعها من الخروج . في حين أن في " التكوين العكسي " يتم استبعاد الرغبة واستبدالها بأخرى ( عكسها ) ... فالفرد لا يكتفي باستبعاد الرغبات العدوانية تجاه الآخرين فقط ، وإنما يتبنى اتجاه التسامح والصفح الشديد حتى عمن يسيئون إليه .
ج – التعميم Generalization :
هي حيلة دفاعية ، يعمم بها الفرد خبرته ، من تجربة معينة على سائر التجارب المشابهة ، أو القريبة منها ، كالمثل الشعبي القائل : " اللي انقرص من الحية ، يخاف من ذيلها ، أو اللي انقرص من التعبان يخاف من الحبل " .
د – الإعلاء أو التسامي Sublimation :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق