كاد المهاتما غاندي
– الزعيمُ الهنديُّ بعد بوذا – ينهارُ لولا أنه استمدَّ الإلهام من القوةِ التي
تمنحُها الصلاةُ ، وكيف لي أنْ أعلم ذلك ؟ لأنَّ غاندي نفسهُ قال : لو لمْ أصلِّ
لأصبحتُ مجنوناً منذُ زمنٍ طويلٍ .
هذا وغاندي ليس
مسلماً ، وإنما هو على ضلالةٍ ، لكنهُ على مذهبِ :
﴿ فَإِذَا
رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ﴾ .
﴿
أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ﴾
.
﴿
وَظَنُّواْ
أَنَّهُمْ أُحِيطَ بِهِمْ دَعَوُاْ اللّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ
﴾
.
سبرتُ أقوال علماءِ
الإسلامِ ومؤرخيهم وأدبائِهمْ في الجملةِ ، فلمْ أجدْ ذاك الكلام عن القلقِ
والاضطرابِ والأمراضِ النفسيةِ ، والسببُ أنهم عاشوا من دينِهمْ في أمن وهدوءٍ ،
وكانتْ حياتُهم بعيدةً عن التعقيدِ والتكلُّفِ :
﴿ وَالَّذِينَ
آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ
الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ ﴾ .
اسمعْ قول أبي
حازمٍ ، إذْ يقولُ :
« إنما بيني وبين الملوكِ يومٌ واحدٌ ، أما أمسِ فلا يجدون
لذَّته ، وأنا وهُمْ منْ غدٍ على وَجَلٍ ، وإنما هو اليومُ ، فما عسى أن يكون
اليومُ ؟! » .
وفي الحديثِ:
((
اللهمَّ إني أسالُك خَيْرَ هذا اليومٍ : بركته ونَصْرَهُ ونُورَهُ وهدايتَهُ )).
﴿ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُواْ خُذُواْ حِذْرَكُمْ ﴾
وقولٌه تعالى : ﴿ وَلْيَتَلَطَّفْ
وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَداً ﴾ .
وقال الشاعر :
فإنْ تكنِ
الأيامُ فينا تبدِّلتْ
|
|
بِبُؤسى ونُعْمَى
والحوداثُ تفعلُ
|
فما ليَّنتْ منّا
قناةً صليبة
|
|
ولا ذللتنا للتي
ليس تجملُ
|
ولكنْ رحلناها
نفوساً كريمةً
|
|
تُحمَّلُ مالا
يُستطاعُ فتحملُ
|
وقيْنا بحسنِ
الصبر منَّا نفوسنا
|
|
وصحَّتْ لنا
الأعراضُ والناسُ هُزَّلُ
|
﴿ وَمَا كَانَ
قَوْلَهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا
فِي أَمْرِنَا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ
الْكَافِرِينَ{147} فَآتَاهُمُ اللّهُ ثَوَابَ الدُّنْيَا وَحُسْنَ ثَوَابِ
الآخِرَةِ ﴾ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق