السبت، 19 مايو 2018

الدنيا لا تستحق الحزن عليها




إنَّ مما يثبتُ السعادة وينمِّيها ويعمقُها : 
أنْ لا تهتمَّ بتوافهِ الأمورِ ، فصاحبُ الهمةِ العاليةِ همُّه الآخرةُ .
قال أحدُ السلفِ وهو يُوصِي أحد إخوانِه : اجعلْ الهمَّ همّاً واحداً ، همَّ لقاءِ اللهِ عز وجل ، همَّ الآخرة ، همَّ الوقوفِ بين يديْهِ 
 ﴿ يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ   .
 فليس هناك همومٌ إلا وهي أقلُّ من هذا الهمِّ ، أيّ همٍّ هذه الحياةُ ؟ مناصبِها ووظائِفها ، وذهبِها وفضتِها وأولادِها ، وأموالِها وجاهِها وشهرتِها وقصورِها ودورِها ، لا شيء !!
واللهُ جلّ وعلا قد وصف أعداءَهُ المنافقين 
فقال : 
﴿ أَهَمَّتْهُمْ أَنفُسُهُمْ يَظُنُّونَ بِاللّهِ غَيْرَ الْحَقِّ  
 فهمُّهم : أنفسُهْم وبطونُهم وشهواتُهم ، وليست لهمْ هِمَمٌ عاليةٌ أبداً !
ولمَّا بايع الرسول  الناس نَحتَ الشجرةِ انفلت أحدُ المنافقين يبحثُ عن جَمَلٍ لهُ أحمر 
 وقالَ : لحُصولي على جملي هذا أحبُّ إليَّ من بيْعتِكُمْ .
 فورَدَ : «  كلُّكمْ مغفورٌ له إلاَّ صاحبَ الجملِ الأحمرِ » .
إنَّ أحد المنافقين أهمتْهُ نفسهُ ، وقال لأصحابهِ : لا تنفروا في الحرِّ .
 فقال سبحانه : 
﴿قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً .
وقال آخرُ : 
﴿ ائْذَن لِّي وَلاَ تَفْتِنِّي
وهمُّه نفسُه ، فقال سبحانه : 
﴿ أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ .
وآخرون أهمتْهُمْ أموالُهُمْ وأهلوهْم : 
﴿ شَغَلَتْنَا أَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا فَاسْتَغْفِرْ لَنَا .
 إنهِا الهمومُ التافهةُ الرخيصةُ ، التي يحملُها التافهون الرخيصون ، أما الصحابة الأجلاَّءُ فإنهمْ يبتغون فضلاً من اللهِ ورضواناً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق