إنْ كانَ عندك يا زمانُ بقيَّةٌ
|
|
مما تُهينُ بهِ الكرامَ فهاتِها
|
إنَّ الصبر أرفقُ من الجزعِ ،
وإنَّ التحمل أشرفُ من الخورِ ، وإن الذي لا يصبرُ اختياراً سوف يصبرُ اضطراراً .
وقال المتنبي :
رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتى
|
|
فؤادي في غشاءٍ من نبالِ
|
فصرتُ إذا أصابتني سهامٌ
|
|
تكسَّرتِ النصالُ على النصالِ
|
فعشتُ ولا أُبالي بالرزايا
|
|
لأني ما انتفعتُ بأنْ أُبالي
|
وقال أبو المظفر الأبيوردي :
تنكَّرَ لي دهري ولم يدرِ أنني
|
|
أَعِزُّ وأحداثُ الزمانِ تهُونُ
|
فبات يُريني الدهرُ كيف اعتداؤُهُ
|
|
وبِتُّ أُريهِ الصبر كيف يكونُ
|
إن الكوخ الخشبيَّ ، وخيمةَ
الشَّعْرِ ، وخبز الشعيرِ ، أعزُّ وأشرفُ – مع حفظِ ماءِ الوجهِ وكرامةِ العِرْضِ
وصوْنَ النفسِ – من قَصْرٍ منيفٍ وحديقةٍ غنَّاءَ مع التعكيرِ والكَدَرِ .
المحنةُ كالمرض ، لابدَّ له
من زمن حتى يزول ، ومن استعجل في زوالهِ أوشك أن يتضاعف ويستفحل ، فكذلك المصيبةُ
والمِحْنَةُ لابدَّ لها من وقتٍ ، حتى تزول آثارُها ، وواجبُ المبتلي : الصبرُ
وانتظارُ الفرجِ ومداومةُ الدُّعاءِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق