السبت، 19 مايو 2018

التفكك


تعريف التفكك :
هو تفكك نظام الشخصية ، وانفصال بعض أجزائها ، واضطراب أدائها الوظيفي ، وقيام أحد أو بعض جوانب الشخصية بالأداء الوظيفي مستقلا .
وفي بعض الحالات يكون التفكك كاملا ، لدرجة أن الجزء المتفكك يحكم الشعور والشخصية كلها ، ويفصل المريض جزءا من حياته عن مجال شعوره ووعيه .
أسباب التفكك :
فيما يلي أهم أسباب التفكك :
1 – القلق الشديد الشامل الناتج عن مشكلة غير محلولة .
2 – الصراعات والضغوط والصدمات الانفعالية العنيفة في الحياة .
3 – عدم نضج الشخصية .
ويمكن تلخيص أعراض التفكك في " فقدان الهوية الشخصية " .
الأنماط الاكلينيكية للتفكك :
يصنف البعض الأنماط الاكلينيكية للتفكك كأنواع من الهستيريا ، والحقيقة أن عملية تحويل الانفعال موجودة في كل من الهستيريا والتفكك ، ولكن في الهستيريا يحدث التحويل إلى مرض جسمي ، وفي التفكك يحدث هروب إلى حالة من عدم الوعي . وفيما يلي الأنماط الاكلينيكية للتفكك :
1 – فقدان الذاكرة ( النسيان )
وهو عبارة عن طمس ( كلي أو جزئي ) للذاكرة الخاصة بخبرة أليمة سابقة ، ويكون عادة نتيجة للكبت ( أي أن الخبرة تظل في غياهب اللاشعور ) . وعندما يواجه المريض موقفا يرمز إلى الخبرة الخاصة المكبوتة تتعطل ذاكرته الواعية ليتجنب القلق .
وقد يشمل فقدان الذاكرة نسيان المريض اسمه وسنه ومحل إقامته ، ولا يتعرف على أهله أو أصدقائه ولكنه يظل محتفظا بقدرته على الكتابة والكلام ويبدو عاديا فيما عدا فقدان الذاكرة الخاص .
2 – التجوال ( الجوال أو الشرود
وهو عبارة عن اضطراب يهجر فيه المريض بيئته ، ويتجول بعيدا ( عملية هروب فعلي ) ، وقد يحيا حياة مختلطة تماما ، فيعمل في مهنة جديدة ، أو يتزوج من جديد .... إلخ .
3 – الجوال أثناء النوم ( المشي أثناء النوم )
وهو عبارة عن المشي أثناء النوم ، ومحاولة المريض القيام أثناء النوم بأعمال ذات دوافع لاشعورية غير مقبولة اجتماعيا . وقد ينتقل المريض إلى غرفة أخرى غير غرفة نومه أو حتى يخرج من منزله .
ويلاحظ أن المريض  قد يقوم في الجوال أثناء النوم بسلوك معقد جدا ثم يعود إلى نومه , وفي الصباح لا يتذكر أي شيء مما فعل . وأثناء الجوال تكون عينا المريض مفتوحتين كليا أو جزئيا ، ويتجنب العوائق ( ولكنه قد يتعرض لبعض الاصابات ) ، ويسمع من يحادثه ، ويمكن ايقاظه ويستجيب للأوامر ( مثل أمره بالرجوع إلى فراشه ) .
وقد يحدث الجوال أثناء النوم كل ليلة ، وقد يحدث في ليال متباعدة أو مرات قليلة جدا . وقد تستمر فترة الجوال أثناء النوم من    ( 15 – 30 دقيقة ) . ومعظم حدوثه يكون في مرحلة المراهقة ، ولكنه قد يحدث في الطفولة أو في الرشد ، ويحدث لدى الذكور أكثر من حدوثه عند الإناث .
4 – تعدد الشخصية
في هذه الحالة ( وهي نادرة ) يظهر عصاب التفكك في صورة تعدد الشخصية ، فتظهر لدى الشخص شخصيتان ( إزدواج الشخصية   أو أكثر ، وتكون عادة مختلفة ومتمايزة بعضها عن الأخرى . فقد تكون إحداها فاضلة والأخرى ماجنة ، وقد تكون إحداها جادة والأخرى هازلة ... وهكذا ، وتبدو كل منهما عادية في حد ذاتها .
وينتقل المريض من شخصية على أخرى دون وعي ، ولا يتذكر في إحداها ما يحدث في الأخرى , وقد يحدث الانتقال من شخصية إلى أخرى في فترات تتراوح بين بضع ساعات إلى بضع سنوات .
علاج التفكك :
فيما يلي أهم ملامح علاج التفكك :
1 – العلاج النفسي المركز ، وخاصة  التحليل النفسي لكشف العوامل اللاشعورية ، والوقوف على سبب القلق وشرح ديناميات الحالة للمريض ، وتنمية شخصية المريض .
2 – التنويم الإيحائي يفيد في حالات كثيرة .
3 – العلاج التحذيري(وذلك بمساعدة إعطاء صوديوم أميتال في الوريد ) وعن هذا الطريق يمكن التغلب على الأعراض ، وكذلك الحصول على مفاتيح ذات قيمة في فهم الديناميات النفسية التي تنتج هذه الحيلة الهروبية
أنواع أخرى من العصاب
هناك أنواع أخرى من العصاب ، هي : رفض الطعام العصبي والعصاب الصدمي والعصاب الخلطي وعصاب الحرب وعصاب الحادث وعصاب السجن وعصاب القدر .
1 – رفض الطعام العصبي :
قد يتعرض الفرد لذلك نتيجة لما يشعر به من غضب أو حزن أو ياس أو غيره أو فقدان الشعور بالأمن أو ضيق أو قيد للحرية أو ما يشبه ذلك من حالات الإنفعال التي يمكن ملاحظتها عند إعطاء الطفل فرصة للتعبير الحر عما عنده من اتجاهات نفسية .
2 – العصاب الصدمي
يتعرض الإنسان لمواقف ومنبهات مختلفة القوة ، إلا أنه – عادة – يكون في مقدوره السيطرة عليها والاستجابة لها استجابة تحقق له الكسب ، أو تبعده عن الإضرار البالغ بشخصه . لكن هناك بعض الأشخاص الذين يتعرضون لمواقف أو منبهات بالغة الشدة أو الخطورة ، بحيث لا يمكنهم السيطرة عليها ، أو يجدون أنفسهم عاجزين عن منع هذه المواقف بالصدمات . وينتج عن بعض هذه المواقف أمراض نفسية تسمى " بالعصاب الصدمي أو عصاب الصدمة " ، ومن أمثلتها عصاب الحرب
وذلك أن من يفاجأ بحدث داهم خطير ، يفقد معه السيطرة على الموقف ، يعدو ضحية لعصاب الصدمة ، وذلك لأن الصدمة تولد كميات من التوتر تنصرف في صورة أعراض مرضية ، أهمها تعطل وظائف الأنا المختلفة أو ضعفها ، وأزمات انفعالية قهرية ( يغلب عليها القلق والغضب خاصة ) ، وأرق واضطراب في النوم مصحوب بأحلام يتكرر فيها مواقف الصدمة بغية السيطرة على الإنفعالات المرتبطة به . وقد يسترجع المريض موقف الصدمة في حالة اليقظة – أيضا – فيحياه المرة تلو المرة في أخيلته وأفكاره ووجدانه
3 – العصاب الخلطي : العصاب الخلطي
مرض يجمع بين أعراض مميزة لأكثر من مرض عصابي في المريض الواحد ، كالهستيريا والوسواس والحواز ، مثل المريض المصاب بشلل هستيري في إحدى ذراعيه وتراوده باستمرار فكرة أن اللصوص سوف يهجمون عليه ، ولهذا فهو يقوم عشرات المرات من نومه في الليلة ليستوثق من غلقه جيدا للباب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق