ويكون فيها التفكير أقرب إلى المستوى اللاشعوري ( اللاواعي) ، وتستخدم أساليب التفكير البدائي ، لذا يصعب علينا تفسيرها لعدم تعودنا وتدريبنا على التفكير المنطقي المتحضر . كما أن دوافعها الشعورية تغلب على دوافعها اللاشعورية ، بمعنى أن الحالم يستطيع أن يعرفها جيدا أثناء الاستيقاظ ، كأحلام المراهقة من طبيعة جنسية لشدة الدافع الجنسي غير المشبع . ولكن ما هو الدلالة من تكرار أحلام النوم ؟
الدلالة من التكرار هو أن هناك مشكلات لم تحسم بعد ، فإن حلت هذه المشكلات لم تعد هذه الأحلام تظهر ، كالموظف المسرف لرئيسه في الخضوع ، خوفا على فقد عمله ، فقد رأى الموظف في نومه أنه أعرض عن هذا الخضوع ، وأخذ يعامله وهو مرفوع الرأس ، فإذا برئيسه قد بدأ يحترمه ، ويراعي كرامته ... فهذا الحلم قد جعل من هذا الموظف أن يفطن من أن رئيسه يحتقره بسبب خضوعه ، وإن تخلص من هذا الخضوع فسوف يعامله معاملة حسنة ، وبذا كان الحلم قد شجعه على عمل ما ، لم يكن يجرؤ عمله من قبل ... وسواء كان الحلم يستهدف تحقيق رغبة أو محاولة لحل مشكلة ، إلا أنه يستهدف أيضا استعادة التوازن النفسي الذي يختل من ما نكابده من رغبات معوقة أو مشكلات غير محسوسة .
4– النكوص Regression:
ونعني به الرجوع على المستوى الشعوري أحيانا ، وعلى المستوى اللاشعوري أحيانا أخرى ، بمعنى الرجوع بالسلوك إلى طور سابق من أطوار النضج . فنكوص الكهولة ، ما هو إلا رجوع إلى طور وسط العمر أو إلى الطفولة ، سواء في الملبس أو المشرب أو المظهر ، وذلك باعتماده على الغير ، وهو طور من أطوار الطفولة .
لكن متى يلجأ الفرد لعملية النكوص ؟
يلجأ إليها الفرد إذا استحالت عليه إمكانية إشباع دوافعه في الوقت الراهن ، وبالطريقة السوية . فعبث الراشد بأعضائه التناسلية ما هي إلا إشباع لدوافعه الجنسية ، عندما استحال عليه الإشباع الجنسي السوي مع فرد من الجنس الآخر ( عن طريق الزواج ) . وهذا العبث ما هو إلا رجوع لطور من أطوار الطفولة للإشباع الجنسي ، سبق للراشد أن تخطاه أثناء مراحل نموه السوي نحو الرشد .
ولا تقتصر عملية النكوص على الكبار دون الصغار ... لأن الطفل ذو السادسة من عمره ، قد يأخذ في التبول اللاإرادي ، أو يأخذ في مص أصابعه ، أو يأخذ ويكثر من العناد والعصيان إن رأى أخاه الأصغر منه سنا ، قد استأثر بعناية أمه وعطفها من دونه ، فهنا ينكص إلى أمه نكوصا لاشعوريا ، عسى أن يصيبه شيء من الحنان المفقود ...
إن عملية النكوص عملية طبيعية ، تحدث بمرور الزمن ، وقد أشارت الكتب السماوية لذلك ... فقال تعالى : " ومن نعمره ننكسه في الخلق " صدق الله العظيم ... ولو أن النكوس غير النكوص ، إلا أن النكوس يعني الرجوع أيضا ، فنكسه المرض تعني الرجوع إلى طور سابق من المرض بعد الشفاء . وقد يستفيد الفرد من النكوص الوقتي في حدوده السوية في سعيه للتوافق .. فالشخص الناضج الذي ينكص في مجال الانفعال ، ويطلق العنان لتعبيراته أن تعبر عن نفسها بطريقة طفولية في البكاء والصياح ، يفرغ طاقة أو شحنة ، لو كان حبسها لخلقت له توترا مخلا ... ولكن هناك ضرر على الفرد للنكوص الذي يحدث له لمدة طويلة .. وقد يظهر هذا الضرر في حالات المرض العقلي وخاصة " مرض الفصام " ، والذي نجد فيه المريض لا يتحكم في تبوله أو تبرزه كالأطفال سواء بسواء .. وقد تصل به الحالة ، إلى التعري التام ، وكأن النكوص قد وصل إلى مرحلة الولادة أو قبلها ...
ولكن هل هناك فرق بين تفسير العامة أو الخاصة لعملية النكوص ؟
كثيرا ما يستعمل العامة ألفاظا تدل على فهم لهذه العملية ، فإذا سلك الرجل سلوكا متهورا ، وعدم ضبط النفس ، قيل له : " عامل زي الصغار " ، أي يتشبه بالأطفال في تصرفاتهم ...
ويرتبط النكوص بفترة معينة ، وبشكل دائم بالتثبيت Fixation ( أي احتجاز جزء من الطاقة النفسية في مرحلة معينة من مراحل النمو ومنعها من التطور ) ، أي بقاء جزء من الطاقة النفسية داخل الشخص في مرحلة معينة ، بحيث يظل الشخص يحن إلى هذه المرحلة بشكل كما لو كانت هناك قوة داخلية تجذب الفرد إليها ... لذلك فإذا كان التثبيت في المرحلة الأولى من العمر ، فإن النكوص يكون إليها لحظة حدوثه .. أي يرجع الفرد إلى مرحلة التثبيت التي حدثت في المرحلة الأولى من العمر ... فلو تصورنا حرب بين جيشين ، ويريد جيش منهم غزو بلد آخر ، فلا يتقدم إلا بعدما أن يترك ورائه بعض الدفاعات الخلفية لحماية ظهر الجيش وتدعيمه والمحافظة على تقدمه ، ولكن إذا حدث إلتحام بين الجيشين ولم يستطع الجيش الغاز المقاومة ، فإنه يتقهقر إلى الوراء ، وإلى أقرب نقطة خلفية تركها وراءه بالقوة وتحافظ على صعوده ، فإذا استمد منها ما يساعده على البقاء ، فإنه يقاوم ويستمر ، وإذا لم يستطع يظل يتقهقر إلى الوراء بشكل سوف يؤدي به إلى الهزيمة والفشل ، أي إنكسار هذا الجيش (20 )
فلو أردنا تحليلا للمثال السابق ، لوجدنا أن الجيشين ، عبارة عن قوتين ، أو دافعين ... وترك بعض الدفاعات ، هي عبارة عن نقاط التثبيت ... وإلتحام بين الجيشين هو عبارة عن وجود الصراع .. وعدم استطاعه الجيش الغاز من المقاومة هو عبارة عن ضعف المقاومة .. والتقهقر إلى الوراء هو عبارة عن النكوص ... ونقاط خلفية هي عبارة عن التثبيت ... وانكسار الجيش هو عبارة عن ظهور بعض الأمراض النفسية ...
وتأكيدا لما سبق ، فإن علم نفس النمو يبين أن الفرد يمر بمراحل النمو الأساسية عبر مراحل الطفولة ... فالتثبيت عند أي منها يؤدي إلى بقاء تأثيرها في الشخصية ، بحيث يجعل منها قوة جذب للطاقة العائدة ... وحدوث النكوص هنا يعني أن الشخص يحيا في الحاضر نمط الماضي ، أو أن يعيش الماضي في الحاضر ، بحيث يجعل سلوك الماضي يطفو على السطح ... فكثيرا ما نحكم على شخص ما بأن سلوكه أو تفكيره أقل من سنه ..
ولكن هل هناك صور للتثبيت ؟
من أهم وأبسط صور التثبيت هو ما نشاهده أحيانا حينما يبلغ صديقا صديقه – كان يعتقد بأنه من الناجحين – بانه راسب ، فيستوضحه بقوله : إيش بتقول ... إيش بتقول ... إيش بتقول ... ؟ يقولها بلا معنى أو هدف ...
وتوقف التثبيت عند مرحلة من مراحل النمو ، قد يصبح ظاهرة مرضية خطيرة ، كالشخص الذي يثبت على المرحلة الجنسية ، ولا يتعداها ، لأنه لم ينتقل إلى مرحلة الجنسية الغيرية .
5 – الإنكار Denial :
فكما نعرف أن الصراع يستوجب وجود قوتين متصارعتين ، ولكن الإنكار يعتبر إحدى هاتين القوتين غير موجودة أصلا ، كالنعام يدفن رأسه في الرمال عند رؤيته للحيوان المتوحش القادم لافتراسه ... ظنا منه أنه تجنب الخطر .. وقد يفيد الإنكار في تجنب الألم ، وخاصة إذا كان الهدف منه التأجيل لحين استجماع الإنسان قواه ، ليكون أكثر تحملا للمصاعب ...
وقد يصل الإنكار إلى حد المرض النفسي الخطير ، كإنكار الفرد لوجود العالم الخارجي ، كمريض الفصام أو الاكتئاب الشديد ، والذي ينكر أيضا وجود أحد أعضائه ، أو وجوده هو أصلا ، وهذا يسمى " بضلال الإنعدام " .
كما أن الانكار يرتبط بالواقع الخارجي للفرد ، فحينما يعيش الفرد في واقع محبط ، يلجأ لإنكار وجود مثل هذا الواقع بشكل كلي أحيانا أو بشكل جزئي ...
والانكار ما هو إلا حيلة دفاعية شائعة بين الناس ، فالأم شديدة التعلق بإبنها ، تنكر أية عيوب ، أو نقائص فيه ... والفرد نفسه يميل لإنكار ما به من عيوب ، أو قصور ، أو ما يقابله من فشل ، لأن أساس ميكانيزم الإنكار هو مبدأ اللذة والواقع ... فالفرد عندما ينكر بعض المثيرات الخارجية لعدم تحمله ما هو في الواقع ، نجده يرى العيوب في الآخرين ، ولا يراها في نفسه ، وينكر عيوب حبيبه ، ويضخم عيوب الآخرين ...
6 – الإبطال Undoing :
وفيه يبطل الفرد مفعول عمل ما ، أو فيه يغطي الفرد فعله بفعل آخر .. كالطفل الذي يضرب أخاه الأصغر ، ثم يسرع لملاعبته وتقبيله ، ظانا منه أن هذه الملاعبة أو ذلك التقبيل سيعطل مفعول عمله السابق ... وكالشخص الذي يعمل عملا ظانا منه أنه سيصلح عمل سابق ، وأنه سيتخلص من شعوره بالذنب عن الفعل الأول ... وكرجل الأعمال الناجح الذي جمع ماله بطريقة غير شرعية ، فيبني مؤسسة تخدم الأغراض العلمية ، ظانا منه أنه سيكفر عن الطريقة غير الشرعية التي جمع بها ثروته ..
أما في المرض النفسي ، فيشعر مريض الوسواس القهري ، بالذنب ، ظانا أن غسيل اليدين باستمرار يبطل هذا الشعور ، وكأنه يحاول محو هذا الشعور ، وهو نوع من الهرب من الفعل ( الشعور بالذنب ) ، باعتباره لم يكن ، بمحاولة محوه بالفعل ( غسيل اليدين
7 – التفكيك Dissosation :
الدلالة من التكرار هو أن هناك مشكلات لم تحسم بعد ، فإن حلت هذه المشكلات لم تعد هذه الأحلام تظهر ، كالموظف المسرف لرئيسه في الخضوع ، خوفا على فقد عمله ، فقد رأى الموظف في نومه أنه أعرض عن هذا الخضوع ، وأخذ يعامله وهو مرفوع الرأس ، فإذا برئيسه قد بدأ يحترمه ، ويراعي كرامته ... فهذا الحلم قد جعل من هذا الموظف أن يفطن من أن رئيسه يحتقره بسبب خضوعه ، وإن تخلص من هذا الخضوع فسوف يعامله معاملة حسنة ، وبذا كان الحلم قد شجعه على عمل ما ، لم يكن يجرؤ عمله من قبل ... وسواء كان الحلم يستهدف تحقيق رغبة أو محاولة لحل مشكلة ، إلا أنه يستهدف أيضا استعادة التوازن النفسي الذي يختل من ما نكابده من رغبات معوقة أو مشكلات غير محسوسة .
4– النكوص Regression:
ونعني به الرجوع على المستوى الشعوري أحيانا ، وعلى المستوى اللاشعوري أحيانا أخرى ، بمعنى الرجوع بالسلوك إلى طور سابق من أطوار النضج . فنكوص الكهولة ، ما هو إلا رجوع إلى طور وسط العمر أو إلى الطفولة ، سواء في الملبس أو المشرب أو المظهر ، وذلك باعتماده على الغير ، وهو طور من أطوار الطفولة .
لكن متى يلجأ الفرد لعملية النكوص ؟
يلجأ إليها الفرد إذا استحالت عليه إمكانية إشباع دوافعه في الوقت الراهن ، وبالطريقة السوية . فعبث الراشد بأعضائه التناسلية ما هي إلا إشباع لدوافعه الجنسية ، عندما استحال عليه الإشباع الجنسي السوي مع فرد من الجنس الآخر ( عن طريق الزواج ) . وهذا العبث ما هو إلا رجوع لطور من أطوار الطفولة للإشباع الجنسي ، سبق للراشد أن تخطاه أثناء مراحل نموه السوي نحو الرشد .
ولا تقتصر عملية النكوص على الكبار دون الصغار ... لأن الطفل ذو السادسة من عمره ، قد يأخذ في التبول اللاإرادي ، أو يأخذ في مص أصابعه ، أو يأخذ ويكثر من العناد والعصيان إن رأى أخاه الأصغر منه سنا ، قد استأثر بعناية أمه وعطفها من دونه ، فهنا ينكص إلى أمه نكوصا لاشعوريا ، عسى أن يصيبه شيء من الحنان المفقود ...
إن عملية النكوص عملية طبيعية ، تحدث بمرور الزمن ، وقد أشارت الكتب السماوية لذلك ... فقال تعالى : " ومن نعمره ننكسه في الخلق " صدق الله العظيم ... ولو أن النكوس غير النكوص ، إلا أن النكوس يعني الرجوع أيضا ، فنكسه المرض تعني الرجوع إلى طور سابق من المرض بعد الشفاء . وقد يستفيد الفرد من النكوص الوقتي في حدوده السوية في سعيه للتوافق .. فالشخص الناضج الذي ينكص في مجال الانفعال ، ويطلق العنان لتعبيراته أن تعبر عن نفسها بطريقة طفولية في البكاء والصياح ، يفرغ طاقة أو شحنة ، لو كان حبسها لخلقت له توترا مخلا ... ولكن هناك ضرر على الفرد للنكوص الذي يحدث له لمدة طويلة .. وقد يظهر هذا الضرر في حالات المرض العقلي وخاصة " مرض الفصام " ، والذي نجد فيه المريض لا يتحكم في تبوله أو تبرزه كالأطفال سواء بسواء .. وقد تصل به الحالة ، إلى التعري التام ، وكأن النكوص قد وصل إلى مرحلة الولادة أو قبلها ...
ولكن هل هناك فرق بين تفسير العامة أو الخاصة لعملية النكوص ؟
كثيرا ما يستعمل العامة ألفاظا تدل على فهم لهذه العملية ، فإذا سلك الرجل سلوكا متهورا ، وعدم ضبط النفس ، قيل له : " عامل زي الصغار " ، أي يتشبه بالأطفال في تصرفاتهم ...
ويرتبط النكوص بفترة معينة ، وبشكل دائم بالتثبيت Fixation ( أي احتجاز جزء من الطاقة النفسية في مرحلة معينة من مراحل النمو ومنعها من التطور ) ، أي بقاء جزء من الطاقة النفسية داخل الشخص في مرحلة معينة ، بحيث يظل الشخص يحن إلى هذه المرحلة بشكل كما لو كانت هناك قوة داخلية تجذب الفرد إليها ... لذلك فإذا كان التثبيت في المرحلة الأولى من العمر ، فإن النكوص يكون إليها لحظة حدوثه .. أي يرجع الفرد إلى مرحلة التثبيت التي حدثت في المرحلة الأولى من العمر ... فلو تصورنا حرب بين جيشين ، ويريد جيش منهم غزو بلد آخر ، فلا يتقدم إلا بعدما أن يترك ورائه بعض الدفاعات الخلفية لحماية ظهر الجيش وتدعيمه والمحافظة على تقدمه ، ولكن إذا حدث إلتحام بين الجيشين ولم يستطع الجيش الغاز المقاومة ، فإنه يتقهقر إلى الوراء ، وإلى أقرب نقطة خلفية تركها وراءه بالقوة وتحافظ على صعوده ، فإذا استمد منها ما يساعده على البقاء ، فإنه يقاوم ويستمر ، وإذا لم يستطع يظل يتقهقر إلى الوراء بشكل سوف يؤدي به إلى الهزيمة والفشل ، أي إنكسار هذا الجيش (20 )
فلو أردنا تحليلا للمثال السابق ، لوجدنا أن الجيشين ، عبارة عن قوتين ، أو دافعين ... وترك بعض الدفاعات ، هي عبارة عن نقاط التثبيت ... وإلتحام بين الجيشين هو عبارة عن وجود الصراع .. وعدم استطاعه الجيش الغاز من المقاومة هو عبارة عن ضعف المقاومة .. والتقهقر إلى الوراء هو عبارة عن النكوص ... ونقاط خلفية هي عبارة عن التثبيت ... وانكسار الجيش هو عبارة عن ظهور بعض الأمراض النفسية ...
وتأكيدا لما سبق ، فإن علم نفس النمو يبين أن الفرد يمر بمراحل النمو الأساسية عبر مراحل الطفولة ... فالتثبيت عند أي منها يؤدي إلى بقاء تأثيرها في الشخصية ، بحيث يجعل منها قوة جذب للطاقة العائدة ... وحدوث النكوص هنا يعني أن الشخص يحيا في الحاضر نمط الماضي ، أو أن يعيش الماضي في الحاضر ، بحيث يجعل سلوك الماضي يطفو على السطح ... فكثيرا ما نحكم على شخص ما بأن سلوكه أو تفكيره أقل من سنه ..
ولكن هل هناك صور للتثبيت ؟
من أهم وأبسط صور التثبيت هو ما نشاهده أحيانا حينما يبلغ صديقا صديقه – كان يعتقد بأنه من الناجحين – بانه راسب ، فيستوضحه بقوله : إيش بتقول ... إيش بتقول ... إيش بتقول ... ؟ يقولها بلا معنى أو هدف ...
وتوقف التثبيت عند مرحلة من مراحل النمو ، قد يصبح ظاهرة مرضية خطيرة ، كالشخص الذي يثبت على المرحلة الجنسية ، ولا يتعداها ، لأنه لم ينتقل إلى مرحلة الجنسية الغيرية .
5 – الإنكار Denial :
فكما نعرف أن الصراع يستوجب وجود قوتين متصارعتين ، ولكن الإنكار يعتبر إحدى هاتين القوتين غير موجودة أصلا ، كالنعام يدفن رأسه في الرمال عند رؤيته للحيوان المتوحش القادم لافتراسه ... ظنا منه أنه تجنب الخطر .. وقد يفيد الإنكار في تجنب الألم ، وخاصة إذا كان الهدف منه التأجيل لحين استجماع الإنسان قواه ، ليكون أكثر تحملا للمصاعب ...
وقد يصل الإنكار إلى حد المرض النفسي الخطير ، كإنكار الفرد لوجود العالم الخارجي ، كمريض الفصام أو الاكتئاب الشديد ، والذي ينكر أيضا وجود أحد أعضائه ، أو وجوده هو أصلا ، وهذا يسمى " بضلال الإنعدام " .
كما أن الانكار يرتبط بالواقع الخارجي للفرد ، فحينما يعيش الفرد في واقع محبط ، يلجأ لإنكار وجود مثل هذا الواقع بشكل كلي أحيانا أو بشكل جزئي ...
والانكار ما هو إلا حيلة دفاعية شائعة بين الناس ، فالأم شديدة التعلق بإبنها ، تنكر أية عيوب ، أو نقائص فيه ... والفرد نفسه يميل لإنكار ما به من عيوب ، أو قصور ، أو ما يقابله من فشل ، لأن أساس ميكانيزم الإنكار هو مبدأ اللذة والواقع ... فالفرد عندما ينكر بعض المثيرات الخارجية لعدم تحمله ما هو في الواقع ، نجده يرى العيوب في الآخرين ، ولا يراها في نفسه ، وينكر عيوب حبيبه ، ويضخم عيوب الآخرين ...
6 – الإبطال Undoing :
وفيه يبطل الفرد مفعول عمل ما ، أو فيه يغطي الفرد فعله بفعل آخر .. كالطفل الذي يضرب أخاه الأصغر ، ثم يسرع لملاعبته وتقبيله ، ظانا منه أن هذه الملاعبة أو ذلك التقبيل سيعطل مفعول عمله السابق ... وكالشخص الذي يعمل عملا ظانا منه أنه سيصلح عمل سابق ، وأنه سيتخلص من شعوره بالذنب عن الفعل الأول ... وكرجل الأعمال الناجح الذي جمع ماله بطريقة غير شرعية ، فيبني مؤسسة تخدم الأغراض العلمية ، ظانا منه أنه سيكفر عن الطريقة غير الشرعية التي جمع بها ثروته ..
أما في المرض النفسي ، فيشعر مريض الوسواس القهري ، بالذنب ، ظانا أن غسيل اليدين باستمرار يبطل هذا الشعور ، وكأنه يحاول محو هذا الشعور ، وهو نوع من الهرب من الفعل ( الشعور بالذنب ) ، باعتباره لم يكن ، بمحاولة محوه بالفعل ( غسيل اليدين
7 – التفكيك Dissosation :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق