الخميس، 17 مايو 2018

نادي جنوى -2

رأى فريق جنوى للكريكيت وكرة القدم النور يوم 7 سبتمبر 1893، وهو بذلك أقدم الأندية الإيطالية الممارسة لحد الساعة.
 وقد تأسس على يد مجموعة من رجال الأعمال البريطانيين، وتحديدا شارل ألفريد بايتون
الذي كان حينها قنصلا عاملا للملكة فيكتوريا في جنوى
 وأصبح بعد ذلك أحد بارونات الإمبراطورية البريطانية. حيث أدى تطور الميناء والأسواق إلى انتشار كثير من رعايا صاحبة الجلالة في المدينة، وكان "هذا النادي الرياضي البريطاني الجديد 
في الخارج" مخصصا فقط للبريطانيين.
لكن الأمور تغيرت بعد ذلك، ولاسيما عند التحاق أول مدرب في تاريخ النادي الدكتور جيمس ريشاردسون سبينسلي. 
إذ نجح يوم 10 أبريل/نيسان 1897 في تعديل القوانين الداخلية للفريق، وأصبح بإمكان الإيطاليين الانخراط فيه، حيث اقتصر الأمر في البداية على 50 عضوا، ثم صار الباب مفتوحا في وجه الجميع. سنتين بعد ذلك، وبالضبط يوم 2 يناير 1899، أضحى اسم النادي "فريق جنوى لكرة القدم والكريكيت"، وتم تعديل الاسم من جديد سنة 1930 فصار "جنوى 1893"، قبل العودة إلى الاسم الأصلي سنة 1998.
عاش نادي جنوى أزهى فتراته خلال سنواته الأولى. 
حيث أحرز لقب الدوري ست مرات ما بين 1898 و1904، وكان الفريق المؤلف من بيرد ودي جالياني وجيكليوتي وباستور وسبينسلي وجيكليوني وليبيلي وبيرتوليو ودابلس
 وبوتشياردو وريفر الأقوى في الساحة الكروية الإيطالية طوال عقد كامل من الزمن.
 هذا وكانت تدوم الدوريات حينذاك يوما واحدا فقط، وكان عدد الأندية المشاركة لا يتجاوز أربعة أو خمسة فرق 
أبرزها فريقي مدينة تورينو، نادي إنترناسيونال وفريق تورينو، ونادي يونيون برو سبورت أليساندريا 
من منطقة لومبارديا، وفريق سامبييردارينا الذي صار بعد ذلك نادي سامبدوريا، وأيضا طاقم الباخرة البريطانية "كليمانتين" خلال السنة الأولى من عمر الدوري.
وتزايد المنافسون بعد ذلك مع مرور الوقت، والتحقت بالركب أسماء مثل ميلانو وبرو فيرتشيلي وأندريا دوريا.
 لذلك ضخ نادي جنوى دماء جديدة في عروقه، وتعاقد يوم 30 يوليو 1912 مع أول مدرب محترف في تاريخ الكرة الإيطالية:
 ويليام جاربوت. وقد أعطت هذه المبادرة نتائج طيبة، حيث واصلت كتيبة جنوى هيمنتها على المسابقات، ونالت لقب الدوري ثلاث مرات، كما عززت المنتخب الوطني بلاعبين من العيار الثقيل.
ثم توقف الدوري بسبب الحرب العالمية الأولى، ولم يستأنف إلا سنة 1919. وقد بدأه أبناء جنوى بقوة، حيث تعززت صفوفهم 
بلاعبين دافعوا لاحقا عن ألوان المنتخب الإيطالي، مثل الأخوين أوجوستو جياكومو بيرجامينو أو المهاجم جوجلييلمو بريزي.
 وكان موسم 1922-1923 أزهى فترة في
 تاريخ كتيبة روزوبلو وهو لقب جنوى، إذ أحرزت لقب السكوديتو دون تجرع مرارة الهزيمة طوال 34 مباراة
 وشهد الموسم الموالي آخر ألقاب هذا النادي الذي تراجع مستواه وغاب عن الأضواء منذ ذلك الحين.
وكانت نتائج فريق جنوى خلال المواسم التالية مخيبة للآمال، حيث سقط إلى دوري الدرجة الثانية في الكثير من المناسبات، لكنه كان يستعيد دائما مكانته في دوري الدرجة الأولى
 وقد أحرز لقب دوري الدرجة الثانية ست مرات بين سنتي 1935 و1989، بيد أنه لم يعانق أبدا السكوديتو من جديد.
ساءت أحوال فريق جنوى كثيرة سنة 2005، وسقط إلى دوري الدرجة الثالثة، لكنه انبعث من تحت الرماد في ظرف سنتين فقط، وأدرك أفضل نتيجة في تاريخه المعاصر موسم 2008-2009
عندما احتل المركز الخامس في الدوري الإيطالي الممتاز، وشارك في المسابقات الأوروبية بعد 17 سنة من الغياب. لكن هذه المسيرة الطيبة لم تتواصل، وعانى الفريق من جديد في أسفل الترتيب
 وعانى معه أنصاره الكثر. و عاد هذا الموسم بقوة و هو يحتل مرتبة مريحة في الدوري الايطالي على أمل العودة مجددا إلى الطموحات الأوروبية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق