إنك سوف تواجهُ في حياتِك حرْباً! ضرُوساُ لا هوادة
فيها من النًّقدِ الآثمِ المرِّ
ومن التحطيم المدروسِ المقصودِ ، ومن الإهانةِ
المتعمّدةِ مادام أنك تُعطي وتبني وتؤثرُ وتسطعُ وتلمعُ
ولن يسكت هؤلاءِ عنك حتى
تتخذ نفقاً في الأرضِ أو سلماً في السماءِ فتفرَّ منهم ، أما وأنت بين أظهرِهِمْ
فانتظرْ منهمْ ما يسوؤك ويُبكي عينك
ويُدمي مقلتك ، ويقضُّ مضجعك.
إن الجالس على الأرضِ لا يسقطُ ، والناسُ
لا يرفسون كلباً ميتاً ، لكنهم يغضبون عليك لأنك فُقْتَهمْ صلاحاً ، أو علماً ، أو
أدباً ، أو مالاً ، فأنت عندهُم مُذنبٌ لا توبة لك حتى تترك مواهبك ونِعَمَ اللهِ
عليك
وتنخلع من كلِّ صفاتِ الحمدِ ، وتنسلخ من كلِّ معاني النبلِ ، وتبقى بليداً
! غبيَّا ، صفراً محطَّماً ، مكدوداً ، هذا ما يريدونهُ بالضبطِ .
إذاً فاصمد
لكلامِ هؤلاءِ ونقدهمْ وتشويهِهِمْ وتحقيرِهمْ (( أثبتْ أُحُدٌ ))
وكنْ كالصخرةِ
الصامتةِ المهيبةِ تتكسرُ عليها حبّاتُ البردِ لتثبت وجودها وقُدرتها على البقاءِ .
إنك إنْ أصغيت لكلامِ هؤلاءِ وتفاعلت به حققت أمنيتهُم الغالية في تعكيرِ حياتِك
وتكديرِ عمرك ، ألا فاصفح الصَّفْح الجميل
ألا فأعرضْ عنهمْ ولا تكُ في ضيقٍ مما
يمكرون. إن نقدهمُ السخيف ترجمةٌ محترمةٌ لك ، وبقدرِ وزنِك يكُون النقدُ الآثمُ
المفتعلُ .
إنك لنْ تستطيع أن تغلق أفواه هؤلاءِ ،
ولنْ تستطيع أن تعتقل ألسنتهم لكنك تستطيعُ أن تدفن نقدهُم وتجنّيهم بتجافيك لهم ،
وإهمالك لشأنهمْ ، واطِّراحك لأقوالهِمِ!.
﴿
قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ ﴾
بل
تستطيعُ أنْ تصبَّ في أفواهِهِمُ الخرْدَلَ بزيادةِ فضائلك وتربيةِ محاسنِك وتقويم
اعوجاجِك .
إنْ كنت تُريد أن تكون مقبولاً عند الجميع ، محبوباً لدى الكلِّ ،
سليماً من العيوبِ عند العالمِ ، فقدْ طلبت مستحيلاً وأمَّلت أملاً بعيداً .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق