((منْ أخذتُ حبيبتيه فصبر عوَّضتُه منهما الجنة))
يعني عينيه
((من سلبتُ صفيَّهُ من أهل الدنيا ثم احتسب عوَّضْتُهُ من الجنَّة))
من فقد ابنه وصبر بُني له بَيْتُ الحمدِ في الخُلْدِ ، وقِسْ على هذا المنوالِ فإن
هذا مجردُ مثال .
فلا تأسفْ على مصيبة فان الذي قدّرها
عنده جنةٌ وثوابٌ وعِوضٌ وأجرٌ عظيمٌ .
إن أولياء الله المصابين المبتلين ينوِّهُ
بهم في الفِرْدوْسِ
﴿
سَلاَمٌ
عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ
﴾
.
وحق علينا أن ننظر في عِوض المصيبةِ وفي
ثوابها وفي خلفها الخيِّر
﴿
أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ
الْمُهْتَدُونَ ﴾
هنيئاً للمصابين ، بشرى للمنكوبين.
إن عُمْر الدنيا قصيرٌ وكنزُها حقيرٌ ،
والآخرةُ خيرٌ وأبقى فمن أُصيب هنا كُوفِئ هناك ، ومن تعب هنا ارتاح هناك ، أما
المتعلقون بالدُّنيا العاشقون لها الراكنون إليها ، فأشدَّ ما على قلوبهم فوت حظوظُهم
منها وتنغيصُ راحتهم فيها لأنهم يريدونها وحدها فلذلك تعظُمً عليهمُ المصائبُ وتكبرُ
عندهمُ النكباتُ ؛ لأنهمْ ينظرون تحت أقدامِهم فلا يرون إلاَّ الدُّنيا الفانية
الزهيدة الرخيصة.
أيها المصابون ما فات شيءٌ وأنتمُ
الرابحون ، فقد بعث لكمْ برسالةٍ بين أسطرها لُطْفٌ وعطْفٌ وثوابٌ وحُسنُ اختيار.
إن
على المصابِ الذي ضرب عليه سرادقُ المصيبة أن ينظر ليرى أن النتيجة
﴿فَضُرِبَ
بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن
قِبَلِهِ الْعَذَابُ﴾
وما عند اللهِ خيرٌ وأبقى وأهنأ وأمرأُ وأجلُّ
وأعلى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق